قصة الاسراء والمعراج الشيعة

قصة الاسراء والمعراج الشيعة
قصة الاسراء والمعراج الشيعة

صفحات للمحررين الذين سجَّلوا خروجهم تعلَّم المزيد

الإمام علي عليه السلام
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام موسى الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام

الإسراء والمعراج، عبارة عن رحلتين متتاليتين حصلتا لرسول الله ؛ الأولى: عندما أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والثانية: عند عروجه من المسجد الأقصى إلى السماء.

ولا خلاف بين المسلمين على أصل وقوع الإسراء والمعراج، وإن حصل الخلاف بينهم على بعض التفاصيل؛ مثل المكان والزمان، وكونهما روحانياً أم جسمانياً.

وقد تعرضت قضيّة الإسراء والمعراج للتلاعب والتزيّد فيه على مرِّ الزمان من قبل الرواة والقصّاصين، لكن من المتفق عليه أنّ الرسول رأى في المعراج آياتٍ كبرى، لصريح ما جاء في القرآن الكريم.

قصة الاسراء والمعراج الشيعة

الإسراء في اللغة: هو السري والسير بالليل يقال سرى وأسرى أي سار ليلا وسرى وأسرى به أي سار به ليلا والسير يختص بالنهار أو يعمه والليل،[١] والمعراج في اللغة: شبه سُلم أو درجة تعرج عليها الأرواح إذا قُبضت،[٢] وفي الاصطلاح: يقصد به عروج رسول الله (ص) من المسجد الأقصى إلى السماوات، وقد ذكرت بعض المصادر التاريخية والروائية، أن رسول الله (ص) انتقل في ليلة واحدة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج إلى السماء.[٣]

معراج رسول الله (ص) من جملة الأحداث التي أشار إليها القرآن الكريم، حيث ذكرت في سورة الإسراء وسورة النجم،[٤] وقد وردت الحادثة بشكل متواتر في أحاديث الشيعة والسنة.[٥]

المشهور أن الإسراء والمعراج حصل في السنوات الأخيرة من إقامة النبي (ص) في مكة وقبل هجرته إلى المدينة.[٦] لكن وقع الإختلاف في تحديد السنة التي حدث فيها، وأنّه هل كان قبل وفاة أبي طالب أم بعدها.[٧] والآراء المشهورة وغير المشهورة في تحديد التاريخ هي على الشكل التالي:

وردت في الآية الأولى من سورة الإسراء كلمتا “أسرى” و”ليلاً”، فيظهر أن حركة الرسول (ص) وانتقاله كان ليلاً.[١٤] لكن الروايات مختلفة في تحديد ليلة الإسراء، وفي ما يلي أهم الأقوال:

ولم تتجاوز مدة الإسراء والمعراج والعودة إلى مكة المكرمة أكثر من ليلة واحدة، بحيث أن رسول الله (ص) كان في مكة صباح اليوم التالي للإسراء؛ فقد روى العياشي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (ع) قال: «ان رسول الله (ص) صلى العشاء الآخرة وصلى الفجر في الليلة التي اسرى به بمكة».[١٨]

إختلفت الروايات في تحديد المكان الذي منه تحرك الرسول الأكرم (ص) وإليه رجع، فبعض الروايات قالت أن المكان هو بيت أم هاني بنت أبي طالب، وبعضها قال أنه كان المسجد الحرام، وعن بعضها أنه كان شعب أبي طالب.[١٩] كذلك هناك اختلاف في سائر التفاصيل، لكن المعروف أن رسول الله (ص) قد أمسى تلك الليلة في بيت أم هاني، ومن هناك أُسري به، وإلى هناك رجع.[٢٠]

بما أن العرب كانوا يعبّرون عن مكة بأكملها بأنها حرم الله، فلا منافاة بين ما جاء في القرآن الكريم بأن مكان بداية الإسراء كان المسجد الحرام ، وبين ما ذُكر بشأن الإنطلاق من بيت أم هاني، لأن بيت أم هاني سيكون جزءاً من حرم الله.[٢١]

ذكرت بعض الروايات أن رسول الله (ص) أُسري به أكثر من مرة،[٢٢] ويرى السيد الطباطبائي أن واحدة منها كانت من المسجد الحرام، وأخرى كانت من بيت أم هاني، ويقول أن الآيات الأولى من سورة النجم تؤيّد ما ذهب إليه؛ وبذلك يمكن توجيه الإختلافات الحاصلة في تعيين المكان والزمان والتفاصيل الأخرى.[٢٣]

في ليلة المعراج نزل جبرائيل على رسول الله (ص)، ومعه مركب لرسول الله وهو البراق، فركبه وتوجه به نحو بيت المقدس.[٢٤]

نزل رسول الله (ص) في طور سيناء حيث كلم الله النبيَ موسى (ع) تكليماً ليصلي هناك، ثم ركب رسول الله (ص) ونزل في بيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى بن مريم، وصلى هناك هو وجبرائيل.[٢٥]

ثم مضى الرسول (ص) وجبرائيل، حتى انتهيا إلى بيت المقدس، فوجدا هناك إبراهيم، موسى و عيسى (علیهم السلام) فيمن شاء الله من أنبياء الله (ع)، وقد جمعهم الله تعالى لأجل الرسول (ص)، فأقيمت الصلاة، فلما استووا اخذ جبرئيل بعضد الرسول (ص) فقدّمه ليأمّ الصلاة أمامهم.[٢٦]

ويبدو من تتبع المصادر أن الرسول (ص) عرج إلى السماء إنطلاقاً من قبة الصخرة. وقد ادُعِيَ في كتاب رحلات ناصر خسرو أنه عندما دخل الرسول (ص) إلى المسجد الأقصى إرتفعت هذه الصخرة عن الأرض ولم ترجع لمكانها بعد عروج الرسول (ص).[٢٧]

عرج رسول الله (ص) إلى سماء الدنيا وهناك التقى بالنبي آدم. وبدأ سكّان السماء من الملائكة يأتون المجموعة تلو الآخرى لاستقباله وهم مسرورون، والتقى في هذه السماء بملك الموت وهو جالس على مجلس وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه.[٢٨]

استمر عروج الرسول (ص) في السماوات، وفي السماء الثانية التقى الرسول (ص) بالنبيَّين يحيى وعيسى (ع)، كما أنه إلتقى بالنبي يوسف (ع) في السماء الثالثة، وبالنبي إدريس (ع) في الرابعة، وبهارون بن عمران في الخامسة، وبموسى بن عمران (ع) في السادسة.[٢٩]

بعد ذلك توجه الرسول إلى السماء السابعة، ووصل إلى مقام لم يستطع أن يصل إليه جبريل، فقال للرسول (ص): ليس لي أن أجوز هذا المكان و لو دنوت أنملة لاحترقت.[٣٠]

وفي أواخر ليلة المعراج صدرت أحاديث قدسية من الله تعالى لرسوله (ص)، واشتهرت في ما بعد بحديث المعراج.
[٣١]

هبط الرسول (ص) إلى بيت المقدىس أيضاً في طريق العودة، وسلك طريق مكة، ووصل إلى بيت أم هانئ قبل طلوع الفجر،[٣٢] وحدّثها بما جرى معه في تلك الليلة، وفي ذلك النهار أَعْلَنَ الرسول (ص) خبر الإسراء والمعراج لعموم الناس ضمن محافل قريش.[٣٣]

نظرت قريش إلى حادثة الاسراء والمعراج على أنها أمر مستحيل، فكذبوا النبي محمد (ص) وقالوا له أنه في مكة من رأى بيت المقدس وطلبوا منه أن يصفه لهم، فأخبرهم النبي (ص) بخصائصه ومميزاته، وثم سألوه عن عيرهم التي في طريقها إلى مكة، فقال أنها في التنعيم (وهو مبدأ الحرم) يتقدمها جمل أورق (أبيض مائل إلى السواد) عليه غرارتان.[٣٤]

يرى كثير من المفسرين أن الإسراء كما المعراج كان بالجسم وبالروح معاً،[٣٥] وهناك مذاهب – کالخوارج والجهمية – ترى أن المعراج كان روحانياً، وأن جسم النبي (ص) لم يصعد نحو السماء.[٣٦]

ذكرت الروايات التي أشارت إلى معراج النبي(ص) أنه رآى السماوات، وأهل الجنة، وأهل النار، والملائكة، وكذلك ذكرت أنه (ص) رآى الأنبياء السابقين مثل: آدم، وإبراهيم، وعيسى (عليهم السلام).[٣٧]

هناك أحاديث متفاوتة ومتباينة بخصوص أحداث الاسراء والمعراج، ويرى البعض ان هذا التباين ناتج عن حركة وضع واختلاق الروايات المكذوبة.[٣٨]




﴿سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ
لَيْلاً مِّنَ
الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ
الأَقْصَى
الَّذِي
بَارَكْنَا
حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ
آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ
البَصِيرُ﴾1.

تبدأ سورة
الإسراء بتنزيه
الله من كل نقص
وحاجة، وهذا
يتناسب مع كون
الآية بصدد
الحديث عن معجزة. ففي شهر رمضان في
الليلة السابعة
عشرَ منه على بعض
الروايات أراد
الله أن يسري
بنبيّه محمد صلى
الله عليه وآله
وسلم أي أن يسير
به ليلاً برحلة
إعجازية يطلّع
صلى الله عليه
وآله وسلم فيها
على مواقع مباركة
من الأرض ترتبط
بمسيرة الأنبياء، وأيضاً على ملكوت
السموات، ليعرِّفه الله
تعالى على سكان
سمواته وملكوته،
ويريه من عجائب
عظمة الله تعالى.

مكان الانطلاق:
المسجد الحرام

المقصد الأول:
المسجد الأقصى، الذي هو المسجد
الثاني في الأرض.
الذي ورد أنّه
بُني بعد المسجد
الحرام بـ 40 سنة،
وهو مصلَّى
أنبياء الله
تعالى عبر
التاريخ.

الوسيلة:
البراق
الذي اشتق اسمها
من البرق، وهي
وسيلة من الجنّة،
ولعلّها سميت
كذلك لأنّ سرعتها
كسرعة البرق.
وأرد ا لله من
خلال هذه الوسيلة
أن يجري الأمور
بأسبابها.

منازل الطريق

1- يثرب:
عن النبي صلى
الله عليه وآله
وسلم:
“نزل بي جبرئيل،
فقال: صلِّ،
فصليت، فقال:
أتدري أين صليت؟
فقلت: لا، فقال:
صليت بطيبة،
واليها مهاجرتك”2.

2- طور سيناء
أكمل النبي صلى
الله عليه وآله
وسلم:
“ثم ركبت، فمضينا
ما شاء الله، ثم
قال لي: انزل،
وصلِّ، فنزلتُ
وصليت، فقال لي:
أتدري أين صليت؟
فقلت: لا، فقال:
صليت بطور سيناء
حيث كلّم الله
موسى تكليماً”3.

3- بيت لحم
وأكمل صلى الله
عليه وآله وسلم:

“ثم ركبت،
فمضينا ما شاء
الله، ثم قال لي:
انزل فصلِّ،
فنزلت وصليت،
فقال لي: أتدري
أين صليت؟ فقلت
لا، قال: صليت في
بيت لحم بناحية
بيت المقدس، حيث
ولد عيسى ابن
مريم عليها
السلام”4.

4- بيت المقدس
وأكمل صلى الله
عليه وآله وسلم:

“ثم ركبت
فمضينا حتى
انتهينا إلى بيت
المقدس، فربطت
البراق بالحلقة
التي كانت
الأنبياء عليهم
السلام تربط بها،
فدخلت المسجد،
ومعي جبرئيل إلى
جنبي”5.

اللقاءات
1- مع الأنبياء
عن النبي صلى
الله عليه وآله
وسلم في حديثه عن
المعراج…: “فسلَّمتُ
على أبي آدم عليه
السلام وسلّم عليّ،
واستغفرتُ له،
واستغفر لي، وقال:
مرحباً بالابن
الصالح، والنبيّ
الصالح، المبعوث
في الزمن الصالح”6.

وكذا التقى النبي
صلى الله عليه
وآله وسلم بخليل
الله ابراهيم
عليه السلام الذي
قال له:

“مرحباَ
بالنبي الصالح
والابن الصالح
والمبعوث في
الزمن الصالح”.
كما التقى بكليم
الله موسى بن
عمران عليه
السلام وروح الله
عيسى ابن مريم
عليه السلام
وغيرهم من أنبياء
الله تعالى7.

وفي الحديث
النبويّ:

“فوجدنا
إبراهيم عليه
السلام وموسى
عليه السلام
وعيسى عليه
السلام فيمن شاء
الله من أنبياء
الله قد جُمعوا
إليّ، وأقمت
الصلاة، ولا أشكّ
إلا وجبرئيل
استقدمنا، فلمّا
استووا اخذ
جبرئيل عليه
السلام بعضدي،
فقدّمني فأممتهم
ولا فخر”8.

مع الملائكة

ملك الموت
في
الحديث النبويّ:
“ثم مررت بملك من
الملائكة جالس
على مجلس، وإذا
جميع الدنيا بين
ركبتيه، وإذا
بيده لوح من نور،
سطر فيه مكتوب
فيه كتاب ينظر
فيه، لا يلتفت
يميناً ولا شمالاً،
مقبلاً عليه
كهيئة الحزين،
فقلت: من هذا يا
جبرئيل؟ فقال:
هذا ملك الموت،
دائب في قبض
الأرواح، فقلت:
يا جبرئيل، أدنني
منه حتى أكلّمه،
فأدناني منه،
فسلّمت عليه،
وقال له جبرئيل:
هذا محمّد نبي
الرحمة الذي
أرسله الله إلى
العباد، فرحَّب
بي، وحياني
بالسلام، وقال:
أبشر يا محمد،
فإنّي أرى الخير
كلّه في أمّتك،
فقلت: الحمد لله
المّنان ذي النعم
على عباده، ذلك
من فضل ربي
ورحمته عليّ،
فقال جبرئيل: هو
أشدّ الملائكة
عملاً فقلت: أكلُّ
من مات أو هو ميت
فيما بعد هذا
تقبض روحه؟ فقال:
نعم، قلت: وتراهم
حيث كانوا،
وتشهدهم بنفسك؟
فقال نعم، فقال
ملك الموت: ما
الدنيا كلّها
عندي فيما
سخَّرها الله لي،
ومكَّنني عليها
إلاّ كالدرهم في
كفَّ الرجل يقلبه
كيف يشاء، وما من
دار إلا وأنا
أتصفحه كلّ يوم
خمس مرات، وأقول
إذا بكى أهل
الميّت على ميتهم:
لا تبكوا عليه، فإنّ لي فيكم
عودة وعودة حتى
لا يبقى منكم
أحد”9.

خازن النار
في الحديث النبويّ:
“فما لقيني ملك
إلا ضاحكاً
مستبشراً حتى
لقيني ملك من
الملائكة لم أرَ
أعظم خلقاً منه،..،
ظاهر الغضب… لم
يضحك،… فقلت:
من هذا يا جبرئيل؟…فقال…
إنّ هذا مالك
خازن النار، لم
يضحك قط، ولم يزل
منذ ولاّه الله
جهنّم… فسلّمت
عليه، فرد السلام
عليّ، وبشّرني
بالجنّة، فقلت
لجبرئيل:… ألا
تأمره أن يريني
النار. فقال له
جبرئيل: يا مالك،
أرِ محمداً النار،
فكشف عنها غطاءها،
وفتح باباً منها،
فخرج منها لهب
ساطع في السماء،
وفارت وارتفعت
حتى ظننت
لتتناولني مما
رأيت، فقلت: يا
جبرئيل، قل له:
فليردّ عليها
غطاءها”10.

دخول الجنّة
قصر الياقوتة
الحمراء
في الحديث النبوي:

“دخلتُ الجنّة،
فرأيت قصراً من
ياقوتة حمراء يرى
داخلها من خارجها،
وخارجها من
داخلها من ضيائها،
وفيها بيتان درّ
وزبرجد، فقلت: يا
جبرئيل، لمن هذا
القصر؟ فقال: هذا
لمن أطاب الكلام،
وأدام الصيام،
وأطعم الطعام،
وتهجّد بالليل
والناس نيام”11.

الملائكة تسأل عن
علي عليه السلام
عن الإمام الصادق
عليه السلام في
حديثه عن المعراج:

“…واجتمعت
الملائكة، ثم
جاءت، فسلّمت على
النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
أفواجاً، ثم قالت:
يا محمد، كيف
أخوك؟ قال: بخير،
قالت: فإن أدركته
فاقرأه منّا
السلام، فقال
النبي صلى الله
عليه وآله وسلم:
أتعرفونه؟ فقالوا:
كيف لم نعرفه وقد
أخذ الله عز وجل
ميثاقك وميثاقه
منا؟ وإنا لنصلّي
عليك وعليه”12.

شجرة طوبى وفاطمة
عليها السلام

كان رسول الله
صلى الله عليه
وآله وسلم يكثر
تقبيل فاطمة
عليها السلام،
ويقول:

“لمّا أسري بي
إلى السماء دخلت
الجنة، فأدناني
جبرئيل من شجرة
طوبى، وناولني من
ثمارها، فأكلته،
فحوّل الله ذلك
ماءًا في ظهري،
فلمّا هبطت إلى
الأرض واقعتُ
خديجة، فحَمَلَتْ
بفاطمة عليها
السلام، فما
قبلتها قط إلا
وجدت رائحة شجرة
طوبى منها”13.

حجب النور
والأئمة عليهم
السلام
عن
الإمام الرضا
عليه السلام عن
آبائه عن أمير
المؤمنين عليه
السلام عن النبي
صلى الله عليه
وآله وسلم:

“… فلمّا
انتهيت إلى حجب
النور قال لي
جبرئيل: تقدّم يا
محمد، وتخلَّفَ
عني، فقلت: يا
جبرئيل، في مثل
هذا الموضع
تفارقني؟! فقال:
يا محمد، إنّ
انتهاء حدّي الذي
وضعني الله عزّ
وجلّ فيه إلى هذا
المكان، فإنْ
تجاوزته احترقت
أجنحتي بتعدّي
حدود ربي جل
جلاله. فزخّ بي
في النور زخّة
حتى انتهيتُ إلى
حيث (ما) شاء
الله من علوّ
ملكه، فنوديت: يا
محمد، فقلت: لبيك
ربي وسعديك،
تباركت وتعاليت،
فنوديت: يا محمد،
أنت عبدي، وأنا
ربك، فإياي فاعبد،
وعليّ فتوكل،
فإنّك نوري في
عبادي، ورسولي
إلى خلقي، و
حجّتي على بريّتي،
لك ولمن اتبعك
خلقت جنتي، ولمن
خالفك خلقت ناري،
ولأوصيائك أوجبت
كرامتي، ولشيعتهم
أوجبت ثوابي،
فقلت: يا ربّ،
ومن أوصيائي؟
فنوديت: يا محمد،
أوصياؤك
المكتوبون على
ساق عرشي، فنظرت
– وأنا بين يدي
ربي جلّ جلاله –
إلى ساق العرش،
فرأيت اثني عشر
نوراً في كلّ نور
سطر أخضر، عليه
اسم وصيّ من
أوصيائي، أوّلهم
عليّ بن أبي طالب،
وآخرهم مهديّ
أمتي، فقلت: يا
ربّ هؤلاء
أوصيائي من بعدي،
فنوديت: يا محمد،
هؤلاء أوليائي (وأوصيائي)
وأصفيائي وحججي
بعدك على بريّتي،
وهم أوصياؤك
وخلفاؤك وخير
خلقي بعدك،
وعزّتي وجلالي
لأظهرنّ بهم ديني،
ولأعلينّ بهم
كلمتي، ولأطهرنّ
الأرض بآخرهم من
أعدائي،
ولأمكننّه مشارق
الأرض و مغاربها،
ولأسخرنّ له
الرياح، ولأذللنّ
له السحاب الصعاب،
ولأرقينّه في
الأسباب،
فلأنصرنّه بجندي،
ولأمدنّه
بملائكتي، حتى
تعلو دعوتي،
وتجمع الخلق على
توحيدي، ثم
لأديمن ملكه،
ولأداولنّ الأيام
بين أوليائي إلى
يوم القيامة”14.


* كتاب
شهر
الله، سماحة الشيخ
أكرم بركات.

قصة الاسراء والمعراج الشيعة

1- سورة
الإسراء، الآية
1.
2- القمي، علي بن
ابراهيم، تفسير
القمي، تحقيق طيب
الجزائري، مكتبة
الهدى، النجف،
1387هـ، ج2، ص3.
3- المصدر السابق،
ج2، ص4.
4- المصدر السابق
نفسه.
5- المصدر السابق
نفسه.
6- الطباطبائي،
محمد حسين، تفسير
الميزان،(ل،ط)،
قم، (ل،ن)، ج13،
ص 10.
7- المرجع السابق،
ص 12- 13.
8- القمّي، علي
بن ابراهيم،
تفسير القمّي،
ج2، ص 4.
9- المجلسي، محمد
باقر، بحار
الأنوار،ج56، ص
172.
10- المصدر
السابق نفسه.
11- المصدر
السابق، ج90، ص
169.
12- الصدوق، محمد
بن علي، علل
الشرائع ، ص 313.
13- المصدر
السابق، ج 18 ص
364.
14- المصدر
السابق، ج1، ص 6.

لبنان – بيروت – المعمورة
Tel :01 471070 
Fax:01 476142
info@almaaref.org.lb

الأخت ام عباس المحترمةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في (موسوعة التاريخ الإسلامي) لمحمّد هادي اليوسفي، قال:تاريخ المعراج والإسراء: وفي تاريخ الإسراء: روى القطب الراوندي في (الخرائج والجرائح) عن عليّ(عليه السلام) أنّه: (لمّا كان بعد ثلاث سنين من مبعثه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أُسري به إلى بيت المقدس وعُرج به منه إلى السماء ليلة المعراج, فلمّا أصبح من ليلته حدّث قريشاً بخبر معراجه).ومجموع ما نقله المجلسي في باب المعراج في تأريخه، كما يلي: ذكر خبر (الخرائج) ونقل عن (المناقب) عن ابن عبّاس أنّه: كان في شهر ربيع الأوّل بعد النبوّة بسنتين.وفيه عن الواقدي والسدّي أنّه: كان قبل الهجرة بستّة أشهر، في السابع عشر من شهر رمضان.وعن الواقدي أيضاً في (المنتقى) للكازروني قال: كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية عشرة من النبوّة قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً.وفيه قيل: ليلة سبع عشرة من ربيع الأوّل قبل الهجرة بسنة, من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس.وقيل: ليلة سبع وعشرين من رجب.وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة وشهرين، وذلك سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل.وعن (العدد القوّية) قال: في ليلة إحدى وعشرين من رمضان قبل الهجرة بستّة أشهر كان الإسراء برسول الله.وقيل: في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت.وقيل: ليلة الاثنين من شهر ربيع الأوّل بعد النبوّة بسنتين.وفيه عن كتاب (التذكرة): في ليلة السابع والعشرين من رجب السنة الثانية من الهجرة كان الإسراء.

فالاختلاف من سنة بعد البعثة إلى سنتين بعد الهجرة! ويبدو أنّ الراجح من هذه الأقوال والروايات هو رواية الراوندي عن عليّ(عليه السلام), فلننظر في سائر المرجّحات:أمّا سورة النجم فإنّها نزلت بعد اثنتين أو ثلاث وعشرين سورة, وقد نزل بعدها أربع وستّون سورة في مكّة، فالطبيعي أن تكون قد نزلت في ما بين الثُلثين الأوّل والثاني من العشر سنين مدّة التنزيل بمكّة قبل الهجرة, أي في نهاية السنة الثالثة، أو بدايات العام الرابع من تلك المدّة.إلاّ أنّه يمكن القول بأنّ السور الأوائل من القصار المفصّلات, بينما ما يليها من المئين والمثاني المطوّلات, فمن المحتمل أن تكون السور العشرون الأوائل نازلة في السنة الأولى من تلك المدّة, والسور الستّون البواقي نازلة في السنين التسع البواقي, وعليه فيكون المعراج ونزول سورته في أواخر السنة الأولى من تلك المدّة.وقد مرّ في خبر القمّي في تفسيره: أنّ إسماعيل الملك سأل جبرئيل: من هذا معك؟ فقال: محمّد. قال: أوَ قد بُعث؟قال: نعم، أو: أوَ قد أُرسل إليه؟وإنّما يتناسب هذا التساؤل مع أوائل البعثة بالنبوّة، أو الرسالة والتنزيل عليه, لا بعد ذلك بكثير, فضلاً عمّا بعد الهجرة.

ومع الالتفات إلى التفريق بين البعثة بالنبوّة والرسالة ينتفي الخلاف بين عمدة الأقوال: السنة الثانية والخامسة, فالثانية من الرسالة والتنزيل هي الخامسة من البعثة بالنبوّة, لا سيّما وأنّ رواية السنة الثانية تنتهي إلى ابن عبّاس، وهو المعروف بالقول بنزول القرآن في عشر سنين, فكأنّه لا يحسب الثلاث سنوات الأولى؛ لاعتبار أنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنّما أُمر بالإنذار بعدها.وابن عبّاس أدرك مدّة قصيرة من حياة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولم يكن معه حين معراجه حتّى يكون شاهداً بتأريخه, فلا بدّ أنّه نقله من شخص آخر لم يذكره, فهو نقل تأريخي لم يذكر المصدر فيه؛ فلا قيمة له عند التحقيق, لولا أنّا نعلم أنّ أكثر علم ابن عبّاس هو من علم عليّ(عليه السلام), فيبدو أنّه ينقله عنه(عليه السلام), إلاّ أنّ النقل اختلف عنهما بين الاثنين والثلاث.. ولعلّ الذين أرّخوا المعراج بعام ونصف، أو بخمسة عشر شهراً بعد مبعثه، أو بعد البعثة بستّة عشر شهراً أخذوا السنتين عن ابن عبّاس واجتهدوا فيها بالمداقّة في شهورها مختلفين.

ولعلّ من أقوى ما يدلّ على تاريخ المعراج بأوائل السنة الخامسة: ما مرّ من إثبات ميلاد فاطمة الزهراء(عليها السلام) في السنة الخامسة من النبوّة, بالإضافة إلى ما روى عن الإمام الصادق(عليه السلام) وابن عبّاس، وسعد بن مالك، وسعد بن أبي وقّاص، وعائشة: أنّها إذ عاتبته على كثرة تقبيله لا بنته الزهراء قال لها: (يا عائشة! لمّا أُسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنّة, فناولني منها تفّاحة, فأكلتها, فصارت نطفة في صلبي, ففاطمة من تلك النطفة, ففاطمة حوراء إنسية, وكلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها).وقد علم ممّا مرّ أنّ فاطمة ولدت بعد البعثة بخمس سنين، أي في السنة الثانية من الرسالة والتنزيل – وهو محمل قول الشيخ المفيد ومن قال بولادتها في السنة الثانية – وإذا كان ظهور نطفة فاطمة واستقرارها في موضعها طبيعياً اقتضى أن يكون المعراج قبل ذلك بأكثر من تسعة أشهر ولا أقلّ منها, ولكن لا يدرى هل هي من المعراج الأوّل أو الثاني؟ فلو كانت من الأوّل اقتضى ذلك ترجيح القول الأوّل بأنّ المعراج كان بعد سنة من الرسالة, ليكون ميلاد الصدّيقة في السنة الثانية.وبما أنّ التاريخ بسنة البعثة بالنبوّة لا السنة العربية بدءاً بمحرّم, فالحساب من شهر شعبان – بعد البعثة في أواخر شهر رجب – وعليه فيترجّح القول بكون المعراج الأوّل في شهر رمضان، ولعلّه في إحدى ليالي القدر: التاسع عشر أو الحادي والعشرين، كما مرّ عن (العدد القوّية)، وكما مرّ عن (المنتقى) عن الواقدي, وعن (المناقب) عن الواقدي والسدّي.وبعد تسعة أشهر من شهر رمضان يكون شهر جمادى الثانية ميلاد الصدّيقة(عليها السلام). وفي شهر رجب بعد الجمادى الثانية تنتهي السنة الثانية للرسالة والخامسة للنبوّة.وعليه فيكون ما في (الخرائج) عن عليّ(عليه السلام) من تاريخ المعراج بالسنة الثالثة تاريخاً للإسراء والمعراج الثاني, فإمّا كذلك في شهر رمضان أيضاً، أو في شهر ربيع الأوّل في ليلة السابع عشر منه، أي ميلاد الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، كما عن (الإقبال)، ومرّ عن (العدد القوّية) و(المنتقى)، وعن (المناقب) عن ابن عبّاس.

أمّا إذا افترضنا ميلاد الزهراء(عليها السلام) بعد الإسراء والمعراج الثاني, وافترضنا ما في (الخرائج) عن عليّ(عليه السلام) تاريخاً له – أي للثاني – فإنّ ميلاد الزهراء سيكون في السنة الثالثة من الرسالة والسادسة من النبوّة, ممّا لا يتّفق مع القول المعوّل عليه والروايات المعتمدة.وكذلك أيضاً إذا افترضنا السنة الثالثة تأريخاً للمعراج الأوّل.اللّهمّ إلاّ أن نقول بتأخير الولادة عن الإسراء والمعراج إلى السنة الخامسة من الرسالة, أي بعد سنتين من المعراج في السنة الثالثة.. ولكنّه خلاف ظاهر الأخبار.نعم، إلاّ أن نقول بأنّ الإسراء والمعراج الثاني كان في السنة الخامسة من الرسالة، والولادة بعدها فيها كذلك.. ولكن هذا يقتضي أن يكون عمر الصدّيقة حين الهجرة خمس سنين وحين الزواج ستّ سنين! ممّا لم يقل به أحد، ولا يعقل.فنرجع إلى ترجيح كونها من المعراج الأوّل وميلادها بعده، كما مرّ, وبما أنّ ذلك لم يتّفق ذلك مع كون المعراج الأوّل في السنة الثالثة من الرسالة، كما مرّ آنفاً, فليكن ذلك تأريخاً للإسراء والمعراج الثاني.

قصة الاسراء والمعراج الشيعة

ويبقى أنّنا لو رجّحنا أن تكون السنة الثالثة – في ما رواه (الخرائج) عن عليّ(عليه السلام)- تأريخاً للإسراء والمعراج الثاني, فهنا إشكالان:الأوّل: أنّ الخبر بصدد بيان ما يتعلّق بالمعراج بالتفصيل, فلماذا لم يبيّن بل لم يشر إلى المعراج الأوّل السابق – أو الآخر اللاحق – لا من قريب ولا من بعيد؟ وكذلك أكثر أخبار الإسراء والمعراج.

الثاني: أنّنا لو رجّحنا القول بكون الإسراء والمعراج الثاني في السنة الخامسة من الرسالة كان ذلك منسجماً مع كون سورة الإسراء السورة الخمسين في ترتيب النزول, ونزل في الخمس سنين بعدها زهاء ثلاثين سورة من المئين أو المثاني المطوّلات نسبياً، بينما لو رجّحنا السنة الثالثة تأريخاً للإسراء والمعراج الثاني، استلزم أن يكون النازل في مدّة هذه السنين الثلاثة خمسين سورة, بينما النازل في السبع سنين البواقي ثلاثين سورة. اللّهمّ إلاّ أن يُلتزم بذلك بحجّة أنّ السور الأوائل قصار مفصّلات والبواقي مئين أو مثان مطوّلات نسبياً.ولعلّ ممّا يؤيّد هذا: ما رواه السيوطي في (الدرّ المنثور) بإسناده عن عبد الله بن مسعود، قال عن سورة الإسراء ومريم والكهف: إنّهنّ من العتاق الأوّل، هذا وهو من المهاجرين إلى الحبشة, وهي كانت في السنة الخامسة.

والظاهر أنّ المقصود بالخامسة هي: الخامسة من النبوّة، لا الرسالة والتنزيل, أي: بعد الرسالة والتنزيل بعامين, ولكن حتّى لو كانت الخامسة من الرسالة، فإنّ ظاهر الخبر: أنّ سورة الإسراء كانت قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة بمدّة ليست بقصيرة بل طويلة(1).ثمّ إنّ هناك أقوالاً تشير إلى أنّ الإمام عليّ(عليه السلام) كان يرى كلّ ما يراه رسول الله في المعراج، لم تتأكّد لنا صحّتها.ودمتم في رعاية الله

ترتيب حسب:


بدأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رحلته الفضائية من بيت «أُمّ هاني» أُخت الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) [1] إلى بيت المقدس في فلسطين، والّذي يسمّى المسجد الأقصى، وتفقّد بيت لحم مسقط رأس السيّد المسيح (عليه الصلاة والسلام) ومنازل الأنبياء وآثارهم، وصلّى عند كلّ محراب ركعتين. ثمّ بدأ في القسم الثاني من رحلته، المعراج إلى السماوات العلى، فشاهد النجوم والكواكب، واطّلع على نظام العالم العلوي، وتحدّث مع أرواح الأنبياء والملائكة، واطلع على مراكز الرحمة والعذاب ـ الجنّة والنار ـ ورأى درجات أهل الجنّة، و تعرّف على أسرار الوجود و رموز الطبيعة، ووقف على سعة الكون وآثار القدرة الإلهية المطلقة، ثمّ واصل رحلته حتى بلغ سدرة المنتهى، فوجدها مسربلة بالعظمة المتناهية والجلال العظيم. وهنا كان قد انتهى برنامج الرحلة، فأُمر بالعودة من حيث أتى، فمرّ في طريق عودته، على بيت المقدس ثانية، ثمّ توجه نحو مكّة، مارّاً على قافلةٍ تجاريةٍ خاصّة بقريش، وبعيرٌ لهم قد ضلّ في البيداء يبحثون عنه، وشرب من مائهم، ثمّ ترجّل عن مركبته الفضائية ـ البراق ـ في بيت أُمّ هاني، قبل طلوع الفجر. فأخبرها بما حدث، كما كشف عنه في أندية قريش صباح نفس تلك الليلة. إلاّ أنّ قريشاً كعادتها كذّبته وأنكرته، على أساس عدم استطاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القيام بذلك في ليلة واحدة، وطلبوا منه أن يصف بيت المقدس، فوصفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفاً شاملاً، مع ما شاهده في الطريق، وخاصة عير قريش، التي أكد لهم بأنّها الآن في موقع التنعيم، فلم تمض لحظات حتى طلعت عليهم العير، فحدّثهم أبو سفيان بكلّ ما أخبرهم به الرسول من ضياع بعيرهم في الطريق والبحث عنه[2].

وقد اختلفت الأقوال عن وقت حدوث الإسراء والمعراج، فادّعى «ابن هشام و ابن إسحاق» انّه وقع في السنة العاشرة من البعثة الشريفة، وذهب المؤَرّخ «البيهقي» انّه حدث في السنة الثانية عشرة منها، بينما قال آخرون إنّه وقع في أوائل البعثة، في حين أنّ فريقاً رابعاً أكد وقوعه في أواسطها.وربما يقال في الجمع بين هذه الأقوال انّه كان لرسول اللّه معارج متعدّدة.

وهناك اعتقاد أنّ المعراج الذي فرضت فيه الصلاة وقع بعد وفاة أبي طالب (عليه الصلاة والسلام) في السنة 10 من البعثة. والذين تصوّروا أنّ المعراج وقع قبل هذه السنة مخطئون، لاَنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان محصوراً في شعب أبي طالب منذ عام 8 وحتى 10، فلم يكن المسلمون مستعدّين لوضع التكاليف عليهم. وأمّا سنوات ما قبل الحصار، فعلاوة على ضغوط قريش على المسلمين، والتي كانت مانعاً من فرض الصلاة عليهم، فإنّ المسلمين كانوا قلّة، ولم يكن نور الإيمان وأُصول الإسلام قد ترسخت بعد في قلوب ذلك العدد القليل، ولذا يستبعد أن يكونوا قد كلّفوا بأمرٍ زائدٍ مثل الصلاة في مثل تلك الظروف.

أمّا ما ورد في بعض الأخبار والروايات، بأنّ الإمام عليّاً (عليه الصلاة والسلام) صلّى مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة بثلاث سنوات، فليس المراد منها الصلاة المكتوبة، بل كانت عبارة عن عبادةٍ خاصةٍ غير محدّدة، أو كان المراد منها الصلوات المندوبة والعبادات غير الواجبة [3].

قصة الاسراء والمعراج الشيعة

وأمّا بالنسبة لما قيل وذكر عن معراج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جسمانياً أو روحانياً، فقد قيل فيه الكثير، بالرغم من أنّ القرآن الكريم والأحاديث النبوية تؤَكّد أنّ ذلك حدث جسمانياً، إلاّ أنّ بعض الآراء ترى أنّ ذلك وقع روحانياً، أي أنّ روح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طافت في تلك العوالم ثمّ عادت إلى جسده (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّة أُخرى، وذهب آخرون إلى أنّ كلّ ذلك حدث في عالم الرؤَيا، وروَيا الأنبياء صادقة[4]. وربما دلّ تكذيب قريش وانزعاجها واستنكارها لحديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على أنّذلك حدث جسمانياً. وإذا كان المراد من المعراج الروحاني هو التفكير في عظمة الحقّ وسعة الخلق والتدبير في مخلوقات اللّه ومصنوعاته ومشاهدة جماله وجلاله، فلا شكّ أنّ ذلك ليس من خصائص رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بل إنّ كثيراً من الأنبياء والأولياء امتلكوا هذه المرتبة ، بينما أعتبره القرآن الكريمُ من خصائصه (صلى الله عليه وآله وسلم) ونوع من الامتياز الخاصّ به. كما أنّ حالة التفكير في عظمة الخالق والاستغراق في التوجه إليه، كانت تتكرر للرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» في كلّ لليلة، وليس ليلة بعينها كما جرى وحدث في المعراج.

أمّا في العلم الحديث، فإنّ القوانين الطبيعية والعلمية الحالية لا تتلاءم مع معراج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك للأسباب التالية:

1. إنّ الابتعاد عن الأرض يتطلب التخلّص من جاذبيتها، أي إبطال مفعولها، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد خرج عن محيط الجاذبية وأصبح في حالة انعدام الوزن، فكيف تمكن أن يطوى هذه المسافات بدون الوسائل والأدوات اللازمة، وعدم توافر الغطاء الواقي، الذي يصون الجسم من التبعثر والذوبان بفعل السرعة الهائلة؟

2. وكيف تمكن من العيش والحياة في أعالي الجو بدون وجود أوكسجين؟

3. وكيف تمكن أن يصون نفسه من الأشعة الفضائية والأحجار السماوية؟

4. وإذا كان الإنسان يعيش تحت ضغط معين من الهواء لا يوجد في الطبقات العليا من الجو، فكيف حافظ على حياته هناك؟

5. لا يستطيع أيّ جسم أن يتحرّك بسرعة تفوق سرعة النور، التي هي 30 ألف كم في الثانية، فكيف استطاع النبي السير بتلك السرعة الهائلة ويرجع إلى الأرض سالمَ الجسم؟!

والجواب على ذلك سهل ويسير، فإنّ البشر استطاع بأدواته وآلاته العلمية والتكنولوجية أن يعالج مشكلات عديدة في مجال ارتياد الفضاء، مثل مشكلة الأشعة الفضائية وانعدام الغاز اللازم للتنفس، كما أنّ العلماء يخطّطون للعيش على سطح الكواكب كالقمر والمريخ، وبذا فإنّ العلم يؤَكّد سهولة ارتياد الفضاء وعدم استحالته، فإذا كان البشر في إمكانه أن يقوم بذلك عن طريق الأدوات والآلات العلمية، فإنّ الأنبياء يمكنهم فعلَها بواسطة قدرة اللّه سبحانه و تعالى وفعله. فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عرج بعناية وقدرة اللّه الذي خلق الوجود كلّه، وأقام هذا النظام البديع. فجميع العلل الطبيعية والموانع الخارجية مسخَّرة للّه تعالى وخاضعة لإرادته، ومطيعة لأمره. وكأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبر البشرية وحتى الّذين يعيشون في هذا القرن: إنّني فعلت هذا بدون أيّة وسيلة، وإنّ ربّي قد منّ عليّ وعرّفني على نظام السماوات والأرض، وأطلعني بقدرته وعنايته على أسرار الوجود و رموز الكون.

وقال الإمام موسى الكاظم (عليه الصلاة والسلام) في ذلك: «إنّ اللّه يوصَف بمكان ولا يجري عليه زمان، ولكنّه عزّ وجلّ أرادَ أن يشرف به ملائكته وسكان سماواته، ويكرمهم بمشاهدته، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقوله المشبِّهون ، سبحان اللّه تعالى عمّا يصفون»[5].

____________

الهوامش :

[1] مجمع البيان : 6|395 ، السيرة النبوية : 1|396.

[2] بحار الأنوار : 18|283 و 410.

[3] يراجع في ذلك الكافي : 3|482.

[4] نقل العلاّمة الطبرسي في تفسير مجمع البيان إجماع علماء الشيعة على جسمانية المعراج : 6|395.

[5] علل الشرائع :55 ، البحار : 18|347 ؛ تفسير البرهان : 2|400.

موقع الإمام الهادي عليه الصلاة والسلام يستخدم برنامج
وورد بريس – النسخة العربية
خلاصات التدوينات
– خلاصات التعليقات.

يمكنكم الان متابعة آخر الاخبار

والاخبار العاجلة عبر شريط “يحدث الان”

اسفل شريط الاعلانات

تابعو اذاعة الجوادين على التردد

FM 89.5 MHz

نستقبل ارائكم ومقترحاتكم على البريد الخاص بالاذاعة

fm@aljawadain.org

للمشاركة في برامج الاذاعة نستقبل اتصالاتكم على الهواتف
اسياسيل 07700626297
زين 07808482648
وللمشاركة بالمسجات المباشرة

SMS 07805339188

للحجز يرجى الاتصال بهواتف وحدة معارض البيع في العتبة الكاظمية المقدسة , او التوجه الى معارض البيع داخل العتبة المقدسة مباشرةً

المؤلف : فارس فقيه

الناشر : ذوي القربى- قم

قصة الاسراء والمعراج الشيعة

تأريخ الاصدار : 1426هـ-2005م

الحجم : 2.6 MB

عدد الصفحات : 305

مجلد يحتوي على جزء واحد فقط

موقع العتبة الكاظمية المقدسة .. هو حلقة التواصل بين العتبة الكاظمية المقدسة ومحبي وموالي أئمة أهل البيت “عليهم السلام” في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وبوابة فكرية وثقافية متنوعة تهدف إلى نشر التراث العلمي والعقائدي للإمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد “عليهما السلام” .

www.imamali.net

www.imamhussain.org

www.aqr.ir

www.alkafeel.net/samarra

www.alkafeel.net

www.masjed-alkufa.net

برمجة وتصميم وحدة الاعلام الالكتروني في العتبة الكاظمية المقدسة
© Copyright 2016. All rights reserved to ALJAWADAIN.IQ


قراءةDownloads-icon

قصة الاسراء والمعراج الشيعة
قصة الاسراء والمعراج الشيعة
0

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *