بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة
بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

تمت الكتابة بواسطة: نورا شيشاني

آخر تحديث: ١٤:١١ ، ١٣ يناير ٢٠٢١

تتناول قصّة أصحاب الكهف؛ الحدبث عن عدد من الفتية الذين آمنوا بالله -تعالى- واتّبعوا الحقّ الذي وصلهم، ولكنّهم كانوا في قوم كافرين مشركين قابعين في ظلمات الالجحود بالله -تعالى-، فما استطاع الفتية أن يواطئوا الباطل فقرروا أن ينكروه بهجرته والفرار بدينهم؛ ففرّوا من بلادهم واعتزلوا قومهم،[١] وقد كانت هذه الخطوة بعد أن أنكروا المنكر باللسان؛ فدعوا قومهم إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام، وأظهروا عقيدتهم وهي توحيد الله -تعالى- وترك إشراك ما سواه، وقالوا: (رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا).[٢][٣]

ولمّا قرروا ترك بلادهم والهجرة بدينهم لجؤوا إلى الله -تعالى- وتضرّعوا إليه أن يسهّل لهم أمرهم وقالوا: (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)؛[٤] فخرجوا يبحثون عن مكان يؤيهم ليختبؤا فيه؛ فيسّر الله -تعالى- لهم كهفاً معدّاً ليكون صالحاً لما لبثوه من السنين؛ فهو واسع، ولا تدخله الشمس حين تطلع أو تغرب لأنّ بابه من جهة الشمال، وخلال مدّة نومهم كان الله -تعالى- بقدرته يقلّبهم على جنبهم الأيمن وجنبهم الأيسر حتى لا تبلى أجسادهم من الأرض، قال -تعالى-: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ)،[٥] ولبثوا في هذا الكهف ثلاث مئة وتسع سنين، وقد كان الناس لا يقربون المكان الذي هم فيه،[٣] وكان كلبهم يحرسهم مادّاً ذراعيه فيخيّل للناظر أنّهم أحياء.[٦]

أيقظ الله -تعالى- أصحاب الكهف بعد نومهم الطويل ليسألوا أنفسهم كم ناموا، وفي ذلك امتحان إيمان لهم وللجاحدين من قوهم، وبعد استيقاظهم أرسلوا واحداً منهم إلى المدينة كي يجلب لهم الطعام، وحين اختلط بالناس في المدينة اكتشفوا أمرهم، وعلم الناس أن الله -تعالى- قادر على أن يبعث الناس يوم القيامة كما بعث أصحاب الكهف بعد نومهم الطويل، وقد مات أصحاب الكهف بعد ذلك؛ فاختلف المؤمنون وغيرهم فيما بينهم في مقام هؤلاء الفتية؛ أ] ماذا يفعلوا به، وقد غلب رأي المؤمنين بأن يبنوا عليهم مسجداً، وقد نهى الله -سبحانه وتعالى- الناس عن الجدال فيما بينهم فيما يخصّ عدد هؤلاء الفتية، وأنّ الأفضل أن يفوّض الأمر إلى الله -تعالى-،[٦] وقد وردت هذه القصّة موجزة وملخّصة في بداية سورة الكهف في قوله -تعالى-: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا).[٧][٨]بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

يحتاج الداعية في رحلة الدعوة إلى الله -تعالى- إلى الصبر وسؤال الله -تعالى- الثبات والتوفيق، حتّى يتّضح الحقّ ويظهر،[٩] ومن توفيق الله -تعالى- لأصحاب الكهف أن غشّاهم النوم طوال هذه المدّة؛ بقدرة الله -تعالى- المحضة، وليس بإرادتهم،[١٠] وهذه القصّة هي آية عظيمة من آيات الله -تعالى-، حيث لبث أصحاب الكهف في الكهف: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)،[١١] وقال -تعالى- واصفاً حالهم: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُود لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)،[١٢][١٣] ومن فوائد هذه القصة أن يعلم الإنسان أنّ تفويض الأمر لله -تعالى- والتوكّل عليه والالتجاء إليه هو الطريق الوحيد لنزول الرحمة على العبد واللطف به ونجاته، وفي قصّة أصحاب الكهف يظهر ذلك بأن حفظ الله -عزّ وجلّ- عليهم دينهم وأبعد عنهم الفتنة،[١٤] وفي ذلك بيان للطف الله -تعالى- بهم.[١٥]

كما أنّ قصّة أصحاب الكهف فيها رسالة إلى الشباب ليقوموا ويرفعوا لواء دين الله -سبحانه وتعالى-، ويساندهم في ذلك الشيوخ بدعمهم والدعاء لهم بالتوفيق،[١٦] وقد وجّه الله -تعالى- رسالة لنبيّه ولأمّته وللناس أنّ قصة أصحاب الكهف ليست أعجب شيئ يفعله الله -عزّ وجلّ-؛ فإن هذه ليست سوى آية من آيات الله -تعالى-، وهو قادر على أعظم من ذلك وأكبر، قال -تعالى-: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)،[١٧][١٨] ويستفيد المؤمن من قصّة أصحاب الكهف بأن يكون حذراً متحرّزاً من أماكن الفتن، وأن يكون فطناً لمّاحاً؛ فحين قام أصحاب الكهف وبعثوا أحدهم إلى المدينة قالوا: (ابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)،[١٩] وقالوا: (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا).[٢٠][٢١]

أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم ليكون هداية للناس؛ فيخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الطريق الحقّ المستقيم، وقد أنزل ليبيّن للناس طريق الخير في الدنيا والآخرة، وقد تضمّن القرآن الكريم على عدد من الأساليب التي تقود المسلم إلى الهداية، ومنها القصّة القرآنيّة،[٢٢] ولهذا النوع من الأساليب تأثير كبير على نفوس المبلّغين، وقد امتلأ القرآن الكريم والسنّة النبوية بالقصص، وقد قال -تعالى- عن قصص القرآن: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ).[٢٣][٢٤]

تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

تمت الكتابة بواسطة: سندس أبو محمد

تم التدقيق بواسطة: هانئة سالمين آخر تحديث: ١٠:١٨ ، ٢٣ أغسطس ٢٠٢١

لقد أخبرنا المولى في كتابه العظيم العديد من أخبار الأمم السابقة التي لم نشهدها، وإنما جاءت بالآثار موثقة لأحداث جليلة، تخدم دعوة التوحيد، وتهدف إلى غايات سامية، ومن هذه الأخبار؛ قصة أصحاب الكهف التي ذكرت في سورة الكهف، والتي تضمنت عدداً من القصص الأخرى والتي تحرك رغبة المرء في التعرف على الغاية من ذكرها وما وراء الأخبار والإشارات القرآنية.[١]

يقول -سبحانه- في وصف أصحاب الكهف: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)،[٢] فالكهف: هو الغار، والرقيم: هو الجبل الذي فيه الكهف، أو هو الواد، وهم فتيةٌ آمنوا بالله -تعالى- كما وصفهم القرآن: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] ومعهم كلبهم: (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)،[٤] وقيل إنهم كانوا على الديانة النصرانية، جاؤوا بعد زمن المسيح -عليه السلام-، وإن قومهم كانوا على عبادة الأصنام.[٥]بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

يحكى أن اجتماعهم في الكهف وافق يوم عيدٍ من أعياد قومهم؛ فرأوا ما يصدر من قومهم من سجود للأوثان وتعظيم لها، وبعض الممارسات التي ترفضها الفطرة السليمة، فخرجوا عن قومهم وفروا منهم،[٥] وقيل إنهم لما وقع في قلوبهم التوحيد، رفضت نفوسهم ما يرونه من قومهم فلجأوا إلى الكهف، ثم ضرب الله -تعالى- على آذانهم النوم فيه،[٦] وقيل أيضاً إن ملكهم كان جباراً متسلطاً، يقال له:” دِقْيَانُوسُ”، كان يدعو الناس إلى عبادة الأصنام.[٧]

قال -تعالى-: (إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)،[٨] أي لما علم الفتية عدم قدرتهم على إظهار أمر دينهم لقومهم، واتفقوا فيما بينهم على هذا الأمر، لجأوا إلى الكهف خوفاً على دينهم، وهرباً من فتنة قومهم، فضرب الله -تعالى- عليهم النوم، وتكفل برعايتهم وحفظهم، كما ألقى الله الرعب حول الكهف حتى لا يقربه أحد من قومهم.[٩]

بعدها لجأ أصحاب الكهف إلى المولى خائفين يرجون منه أن يهب لهم رحمةً ولطفاً، ويسترهم عن قومهم، وأن يجعل عاقبة أمرهم خيراً، ويجعلهم مهتدين راشدين، قال -تعالى-: (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)،[٨] وهذا حال المؤمن الذي يجعل من الله -سبحانه وتعالى- ركنه الحصين، وسنده المتين، فيتصل به في الشدة والرخاء.[١٠]

قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] وفي هذه الآية الكريمة بيان لأهم صفاتهم:[١١]

كما رودت صفات الأخرى لفتية الكهف، في قوله -سبحانه وتعالى-: (ورَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)،[١٢] فالناظر يرى أنهم:[١٣]

فلما صدقوا بالأخذ بالأسباب والفرار بدينهم إلى الله -سبحانه وتعالى-، نزلت عليهم سكينة القلب، وأغناهم الله -سبحانه وتعالى- عمن سواه، وحماهم مما يخافون.[١٣]

يقول الله -سبحانه وتعالى-: (فَضَرَبْنَا عَلى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)،[١٤] أي أن الله ألقى عليهم نوماً ثقيلاً داخل كهفهم، فلم يسمعوا بعدها صوتاً، وناموا سنين متتابعة.[١٥]

لقد بقي أصحاب الكهف نائمين إلى أن بعثهم الله ليتساءلوا عن حالهم، وذلك بعد ثلاثمئة وتسع سنين، وهذا ما أخبرنا الله -تعالى- به، إذ قال: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَمِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)[١٦][١٧]، وأما قوله -سبحانه وتعالى-: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا)،[١٨] فهو رد على المتسائلين زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيكون المعنى بذلك: أن الله -تعالى- أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم من بعد الاستيقاظ من نومهم وتساؤلهم.[١٧]

ومن عجائب قدرة الله -سبحانه وتعالى-، ما سخّر لهم من أمور كانت سبباً في حفظهم، ومن هذه العجائب ما يأتي:

لما استيقظ الفتية ظنوا أنهم ناموا فقط من الصباح حتى المساء، فلما رأوا أظافرهم قد طالت وأن شعورهم قد تغيرت تعجبوا من حالهم، واستبعدوا أمر نومهم لفترة قصيرة، ثم شعروا بالجوع فأرسوا واحداً منهم ليشتري لهم من السوق، وقد كانوا يملكون بعض الدراهم، فلما أراد صاحبهم الخروج حذروه من الملك المتجبر، ظناً منهم أن الدنيا على حالها وأن ملكهم ما زال حياً، فلما خرج تعجب من المدينة وعلم أن الأمر قد تغير، وكان كل من يراه يتعجب منه حتى تهافت الناس واجتمعوا على أمره.[٢٣]

ويرى أهل العلم أن الزمن الذي بعثوا فيه أصحاب الكهف كان أهله أصحاب دين، لذا عظموا أمرهم بعد أن عرفوا قصتهم، وقرروا بناء مسجدٍ فوق كهفهم، وإن كان هذا الأمر مخالفاً لتعاليم ديننا،[٢٤]، قال -تعالى-: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).[٢٥]

احتوت قصة أهل الكهف على العديد من الدروس والعبر، نلخصها بالآتي:[٢٦]

إن الثبات على الدين من أعظم الأمور وأكثرها جهاداً، وتزداد العوائق حين يكون الإنسان غريباً بقيمه ومبادئه وسط قوم لا يعترفون بها ويحاربونها، فتكون المشقة ويكون الأجر على قدرها، ولنا في قصص القرآن العظة والعبرة، ومن ذلك قصة أصحاب الكهف؛ والذين فروا بدينهم إلى الله تعالى ولجأوا إلى الكهف، فحماهم الله تعالى به، ونجاهم مما كانوا يخافون منه.

تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

تمت الكتابة بواسطة: سندس أبو محمد

تم التدقيق بواسطة: هانئة سالمين آخر تحديث: ١٠:١٨ ، ٢٣ أغسطس ٢٠٢١

لقد أخبرنا المولى في كتابه العظيم العديد من أخبار الأمم السابقة التي لم نشهدها، وإنما جاءت بالآثار موثقة لأحداث جليلة، تخدم دعوة التوحيد، وتهدف إلى غايات سامية، ومن هذه الأخبار؛ قصة أصحاب الكهف التي ذكرت في سورة الكهف، والتي تضمنت عدداً من القصص الأخرى والتي تحرك رغبة المرء في التعرف على الغاية من ذكرها وما وراء الأخبار والإشارات القرآنية.[١]

يقول -سبحانه- في وصف أصحاب الكهف: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)،[٢] فالكهف: هو الغار، والرقيم: هو الجبل الذي فيه الكهف، أو هو الواد، وهم فتيةٌ آمنوا بالله -تعالى- كما وصفهم القرآن: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] ومعهم كلبهم: (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)،[٤] وقيل إنهم كانوا على الديانة النصرانية، جاؤوا بعد زمن المسيح -عليه السلام-، وإن قومهم كانوا على عبادة الأصنام.[٥]بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

يحكى أن اجتماعهم في الكهف وافق يوم عيدٍ من أعياد قومهم؛ فرأوا ما يصدر من قومهم من سجود للأوثان وتعظيم لها، وبعض الممارسات التي ترفضها الفطرة السليمة، فخرجوا عن قومهم وفروا منهم،[٥] وقيل إنهم لما وقع في قلوبهم التوحيد، رفضت نفوسهم ما يرونه من قومهم فلجأوا إلى الكهف، ثم ضرب الله -تعالى- على آذانهم النوم فيه،[٦] وقيل أيضاً إن ملكهم كان جباراً متسلطاً، يقال له:” دِقْيَانُوسُ”، كان يدعو الناس إلى عبادة الأصنام.[٧]

قال -تعالى-: (إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)،[٨] أي لما علم الفتية عدم قدرتهم على إظهار أمر دينهم لقومهم، واتفقوا فيما بينهم على هذا الأمر، لجأوا إلى الكهف خوفاً على دينهم، وهرباً من فتنة قومهم، فضرب الله -تعالى- عليهم النوم، وتكفل برعايتهم وحفظهم، كما ألقى الله الرعب حول الكهف حتى لا يقربه أحد من قومهم.[٩]

بعدها لجأ أصحاب الكهف إلى المولى خائفين يرجون منه أن يهب لهم رحمةً ولطفاً، ويسترهم عن قومهم، وأن يجعل عاقبة أمرهم خيراً، ويجعلهم مهتدين راشدين، قال -تعالى-: (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)،[٨] وهذا حال المؤمن الذي يجعل من الله -سبحانه وتعالى- ركنه الحصين، وسنده المتين، فيتصل به في الشدة والرخاء.[١٠]

قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] وفي هذه الآية الكريمة بيان لأهم صفاتهم:[١١]

كما رودت صفات الأخرى لفتية الكهف، في قوله -سبحانه وتعالى-: (ورَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)،[١٢] فالناظر يرى أنهم:[١٣]

فلما صدقوا بالأخذ بالأسباب والفرار بدينهم إلى الله -سبحانه وتعالى-، نزلت عليهم سكينة القلب، وأغناهم الله -سبحانه وتعالى- عمن سواه، وحماهم مما يخافون.[١٣]

يقول الله -سبحانه وتعالى-: (فَضَرَبْنَا عَلى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)،[١٤] أي أن الله ألقى عليهم نوماً ثقيلاً داخل كهفهم، فلم يسمعوا بعدها صوتاً، وناموا سنين متتابعة.[١٥]

لقد بقي أصحاب الكهف نائمين إلى أن بعثهم الله ليتساءلوا عن حالهم، وذلك بعد ثلاثمئة وتسع سنين، وهذا ما أخبرنا الله -تعالى- به، إذ قال: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَمِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)[١٦][١٧]، وأما قوله -سبحانه وتعالى-: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا)،[١٨] فهو رد على المتسائلين زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيكون المعنى بذلك: أن الله -تعالى- أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم من بعد الاستيقاظ من نومهم وتساؤلهم.[١٧]

ومن عجائب قدرة الله -سبحانه وتعالى-، ما سخّر لهم من أمور كانت سبباً في حفظهم، ومن هذه العجائب ما يأتي:

لما استيقظ الفتية ظنوا أنهم ناموا فقط من الصباح حتى المساء، فلما رأوا أظافرهم قد طالت وأن شعورهم قد تغيرت تعجبوا من حالهم، واستبعدوا أمر نومهم لفترة قصيرة، ثم شعروا بالجوع فأرسوا واحداً منهم ليشتري لهم من السوق، وقد كانوا يملكون بعض الدراهم، فلما أراد صاحبهم الخروج حذروه من الملك المتجبر، ظناً منهم أن الدنيا على حالها وأن ملكهم ما زال حياً، فلما خرج تعجب من المدينة وعلم أن الأمر قد تغير، وكان كل من يراه يتعجب منه حتى تهافت الناس واجتمعوا على أمره.[٢٣]

ويرى أهل العلم أن الزمن الذي بعثوا فيه أصحاب الكهف كان أهله أصحاب دين، لذا عظموا أمرهم بعد أن عرفوا قصتهم، وقرروا بناء مسجدٍ فوق كهفهم، وإن كان هذا الأمر مخالفاً لتعاليم ديننا،[٢٤]، قال -تعالى-: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).[٢٥]

احتوت قصة أهل الكهف على العديد من الدروس والعبر، نلخصها بالآتي:[٢٦]

إن الثبات على الدين من أعظم الأمور وأكثرها جهاداً، وتزداد العوائق حين يكون الإنسان غريباً بقيمه ومبادئه وسط قوم لا يعترفون بها ويحاربونها، فتكون المشقة ويكون الأجر على قدرها، ولنا في قصص القرآن العظة والعبرة، ومن ذلك قصة أصحاب الكهف؛ والذين فروا بدينهم إلى الله تعالى ولجأوا إلى الكهف، فحماهم الله تعالى به، ونجاهم مما كانوا يخافون منه.

تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

تمت الكتابة بواسطة: سندس أبو محمد

تم التدقيق بواسطة: هانئة سالمين آخر تحديث: ١٠:١٨ ، ٢٣ أغسطس ٢٠٢١

لقد أخبرنا المولى في كتابه العظيم العديد من أخبار الأمم السابقة التي لم نشهدها، وإنما جاءت بالآثار موثقة لأحداث جليلة، تخدم دعوة التوحيد، وتهدف إلى غايات سامية، ومن هذه الأخبار؛ قصة أصحاب الكهف التي ذكرت في سورة الكهف، والتي تضمنت عدداً من القصص الأخرى والتي تحرك رغبة المرء في التعرف على الغاية من ذكرها وما وراء الأخبار والإشارات القرآنية.[١]

يقول -سبحانه- في وصف أصحاب الكهف: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)،[٢] فالكهف: هو الغار، والرقيم: هو الجبل الذي فيه الكهف، أو هو الواد، وهم فتيةٌ آمنوا بالله -تعالى- كما وصفهم القرآن: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] ومعهم كلبهم: (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)،[٤] وقيل إنهم كانوا على الديانة النصرانية، جاؤوا بعد زمن المسيح -عليه السلام-، وإن قومهم كانوا على عبادة الأصنام.[٥]بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

يحكى أن اجتماعهم في الكهف وافق يوم عيدٍ من أعياد قومهم؛ فرأوا ما يصدر من قومهم من سجود للأوثان وتعظيم لها، وبعض الممارسات التي ترفضها الفطرة السليمة، فخرجوا عن قومهم وفروا منهم،[٥] وقيل إنهم لما وقع في قلوبهم التوحيد، رفضت نفوسهم ما يرونه من قومهم فلجأوا إلى الكهف، ثم ضرب الله -تعالى- على آذانهم النوم فيه،[٦] وقيل أيضاً إن ملكهم كان جباراً متسلطاً، يقال له:” دِقْيَانُوسُ”، كان يدعو الناس إلى عبادة الأصنام.[٧]

قال -تعالى-: (إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)،[٨] أي لما علم الفتية عدم قدرتهم على إظهار أمر دينهم لقومهم، واتفقوا فيما بينهم على هذا الأمر، لجأوا إلى الكهف خوفاً على دينهم، وهرباً من فتنة قومهم، فضرب الله -تعالى- عليهم النوم، وتكفل برعايتهم وحفظهم، كما ألقى الله الرعب حول الكهف حتى لا يقربه أحد من قومهم.[٩]

بعدها لجأ أصحاب الكهف إلى المولى خائفين يرجون منه أن يهب لهم رحمةً ولطفاً، ويسترهم عن قومهم، وأن يجعل عاقبة أمرهم خيراً، ويجعلهم مهتدين راشدين، قال -تعالى-: (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)،[٨] وهذا حال المؤمن الذي يجعل من الله -سبحانه وتعالى- ركنه الحصين، وسنده المتين، فيتصل به في الشدة والرخاء.[١٠]

قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] وفي هذه الآية الكريمة بيان لأهم صفاتهم:[١١]

كما رودت صفات الأخرى لفتية الكهف، في قوله -سبحانه وتعالى-: (ورَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)،[١٢] فالناظر يرى أنهم:[١٣]

فلما صدقوا بالأخذ بالأسباب والفرار بدينهم إلى الله -سبحانه وتعالى-، نزلت عليهم سكينة القلب، وأغناهم الله -سبحانه وتعالى- عمن سواه، وحماهم مما يخافون.[١٣]

يقول الله -سبحانه وتعالى-: (فَضَرَبْنَا عَلى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)،[١٤] أي أن الله ألقى عليهم نوماً ثقيلاً داخل كهفهم، فلم يسمعوا بعدها صوتاً، وناموا سنين متتابعة.[١٥]

لقد بقي أصحاب الكهف نائمين إلى أن بعثهم الله ليتساءلوا عن حالهم، وذلك بعد ثلاثمئة وتسع سنين، وهذا ما أخبرنا الله -تعالى- به، إذ قال: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَمِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)[١٦][١٧]، وأما قوله -سبحانه وتعالى-: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا)،[١٨] فهو رد على المتسائلين زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيكون المعنى بذلك: أن الله -تعالى- أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم من بعد الاستيقاظ من نومهم وتساؤلهم.[١٧]

ومن عجائب قدرة الله -سبحانه وتعالى-، ما سخّر لهم من أمور كانت سبباً في حفظهم، ومن هذه العجائب ما يأتي:

لما استيقظ الفتية ظنوا أنهم ناموا فقط من الصباح حتى المساء، فلما رأوا أظافرهم قد طالت وأن شعورهم قد تغيرت تعجبوا من حالهم، واستبعدوا أمر نومهم لفترة قصيرة، ثم شعروا بالجوع فأرسوا واحداً منهم ليشتري لهم من السوق، وقد كانوا يملكون بعض الدراهم، فلما أراد صاحبهم الخروج حذروه من الملك المتجبر، ظناً منهم أن الدنيا على حالها وأن ملكهم ما زال حياً، فلما خرج تعجب من المدينة وعلم أن الأمر قد تغير، وكان كل من يراه يتعجب منه حتى تهافت الناس واجتمعوا على أمره.[٢٣]

ويرى أهل العلم أن الزمن الذي بعثوا فيه أصحاب الكهف كان أهله أصحاب دين، لذا عظموا أمرهم بعد أن عرفوا قصتهم، وقرروا بناء مسجدٍ فوق كهفهم، وإن كان هذا الأمر مخالفاً لتعاليم ديننا،[٢٤]، قال -تعالى-: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).[٢٥]

احتوت قصة أهل الكهف على العديد من الدروس والعبر، نلخصها بالآتي:[٢٦]

إن الثبات على الدين من أعظم الأمور وأكثرها جهاداً، وتزداد العوائق حين يكون الإنسان غريباً بقيمه ومبادئه وسط قوم لا يعترفون بها ويحاربونها، فتكون المشقة ويكون الأجر على قدرها، ولنا في قصص القرآن العظة والعبرة، ومن ذلك قصة أصحاب الكهف؛ والذين فروا بدينهم إلى الله تعالى ولجأوا إلى الكهف، فحماهم الله تعالى به، ونجاهم مما كانوا يخافون منه.

تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

تمت الكتابة بواسطة: سندس أبو محمد

تم التدقيق بواسطة: هانئة سالمين آخر تحديث: ١٠:١٨ ، ٢٣ أغسطس ٢٠٢١

لقد أخبرنا المولى في كتابه العظيم العديد من أخبار الأمم السابقة التي لم نشهدها، وإنما جاءت بالآثار موثقة لأحداث جليلة، تخدم دعوة التوحيد، وتهدف إلى غايات سامية، ومن هذه الأخبار؛ قصة أصحاب الكهف التي ذكرت في سورة الكهف، والتي تضمنت عدداً من القصص الأخرى والتي تحرك رغبة المرء في التعرف على الغاية من ذكرها وما وراء الأخبار والإشارات القرآنية.[١]

يقول -سبحانه- في وصف أصحاب الكهف: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)،[٢] فالكهف: هو الغار، والرقيم: هو الجبل الذي فيه الكهف، أو هو الواد، وهم فتيةٌ آمنوا بالله -تعالى- كما وصفهم القرآن: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] ومعهم كلبهم: (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)،[٤] وقيل إنهم كانوا على الديانة النصرانية، جاؤوا بعد زمن المسيح -عليه السلام-، وإن قومهم كانوا على عبادة الأصنام.[٥]بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

يحكى أن اجتماعهم في الكهف وافق يوم عيدٍ من أعياد قومهم؛ فرأوا ما يصدر من قومهم من سجود للأوثان وتعظيم لها، وبعض الممارسات التي ترفضها الفطرة السليمة، فخرجوا عن قومهم وفروا منهم،[٥] وقيل إنهم لما وقع في قلوبهم التوحيد، رفضت نفوسهم ما يرونه من قومهم فلجأوا إلى الكهف، ثم ضرب الله -تعالى- على آذانهم النوم فيه،[٦] وقيل أيضاً إن ملكهم كان جباراً متسلطاً، يقال له:” دِقْيَانُوسُ”، كان يدعو الناس إلى عبادة الأصنام.[٧]

قال -تعالى-: (إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)،[٨] أي لما علم الفتية عدم قدرتهم على إظهار أمر دينهم لقومهم، واتفقوا فيما بينهم على هذا الأمر، لجأوا إلى الكهف خوفاً على دينهم، وهرباً من فتنة قومهم، فضرب الله -تعالى- عليهم النوم، وتكفل برعايتهم وحفظهم، كما ألقى الله الرعب حول الكهف حتى لا يقربه أحد من قومهم.[٩]

بعدها لجأ أصحاب الكهف إلى المولى خائفين يرجون منه أن يهب لهم رحمةً ولطفاً، ويسترهم عن قومهم، وأن يجعل عاقبة أمرهم خيراً، ويجعلهم مهتدين راشدين، قال -تعالى-: (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)،[٨] وهذا حال المؤمن الذي يجعل من الله -سبحانه وتعالى- ركنه الحصين، وسنده المتين، فيتصل به في الشدة والرخاء.[١٠]

قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] وفي هذه الآية الكريمة بيان لأهم صفاتهم:[١١]

كما رودت صفات الأخرى لفتية الكهف، في قوله -سبحانه وتعالى-: (ورَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)،[١٢] فالناظر يرى أنهم:[١٣]

فلما صدقوا بالأخذ بالأسباب والفرار بدينهم إلى الله -سبحانه وتعالى-، نزلت عليهم سكينة القلب، وأغناهم الله -سبحانه وتعالى- عمن سواه، وحماهم مما يخافون.[١٣]

يقول الله -سبحانه وتعالى-: (فَضَرَبْنَا عَلى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)،[١٤] أي أن الله ألقى عليهم نوماً ثقيلاً داخل كهفهم، فلم يسمعوا بعدها صوتاً، وناموا سنين متتابعة.[١٥]

لقد بقي أصحاب الكهف نائمين إلى أن بعثهم الله ليتساءلوا عن حالهم، وذلك بعد ثلاثمئة وتسع سنين، وهذا ما أخبرنا الله -تعالى- به، إذ قال: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَمِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)[١٦][١٧]، وأما قوله -سبحانه وتعالى-: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا)،[١٨] فهو رد على المتسائلين زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيكون المعنى بذلك: أن الله -تعالى- أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم من بعد الاستيقاظ من نومهم وتساؤلهم.[١٧]

ومن عجائب قدرة الله -سبحانه وتعالى-، ما سخّر لهم من أمور كانت سبباً في حفظهم، ومن هذه العجائب ما يأتي:

لما استيقظ الفتية ظنوا أنهم ناموا فقط من الصباح حتى المساء، فلما رأوا أظافرهم قد طالت وأن شعورهم قد تغيرت تعجبوا من حالهم، واستبعدوا أمر نومهم لفترة قصيرة، ثم شعروا بالجوع فأرسوا واحداً منهم ليشتري لهم من السوق، وقد كانوا يملكون بعض الدراهم، فلما أراد صاحبهم الخروج حذروه من الملك المتجبر، ظناً منهم أن الدنيا على حالها وأن ملكهم ما زال حياً، فلما خرج تعجب من المدينة وعلم أن الأمر قد تغير، وكان كل من يراه يتعجب منه حتى تهافت الناس واجتمعوا على أمره.[٢٣]

ويرى أهل العلم أن الزمن الذي بعثوا فيه أصحاب الكهف كان أهله أصحاب دين، لذا عظموا أمرهم بعد أن عرفوا قصتهم، وقرروا بناء مسجدٍ فوق كهفهم، وإن كان هذا الأمر مخالفاً لتعاليم ديننا،[٢٤]، قال -تعالى-: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).[٢٥]

احتوت قصة أهل الكهف على العديد من الدروس والعبر، نلخصها بالآتي:[٢٦]

إن الثبات على الدين من أعظم الأمور وأكثرها جهاداً، وتزداد العوائق حين يكون الإنسان غريباً بقيمه ومبادئه وسط قوم لا يعترفون بها ويحاربونها، فتكون المشقة ويكون الأجر على قدرها، ولنا في قصص القرآن العظة والعبرة، ومن ذلك قصة أصحاب الكهف؛ والذين فروا بدينهم إلى الله تعالى ولجأوا إلى الكهف، فحماهم الله تعالى به، ونجاهم مما كانوا يخافون منه.

تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

تمت الكتابة بواسطة: سندس أبو محمد

تم التدقيق بواسطة: هانئة سالمين آخر تحديث: ١٠:١٨ ، ٢٣ أغسطس ٢٠٢١

لقد أخبرنا المولى في كتابه العظيم العديد من أخبار الأمم السابقة التي لم نشهدها، وإنما جاءت بالآثار موثقة لأحداث جليلة، تخدم دعوة التوحيد، وتهدف إلى غايات سامية، ومن هذه الأخبار؛ قصة أصحاب الكهف التي ذكرت في سورة الكهف، والتي تضمنت عدداً من القصص الأخرى والتي تحرك رغبة المرء في التعرف على الغاية من ذكرها وما وراء الأخبار والإشارات القرآنية.[١]

يقول -سبحانه- في وصف أصحاب الكهف: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)،[٢] فالكهف: هو الغار، والرقيم: هو الجبل الذي فيه الكهف، أو هو الواد، وهم فتيةٌ آمنوا بالله -تعالى- كما وصفهم القرآن: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] ومعهم كلبهم: (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)،[٤] وقيل إنهم كانوا على الديانة النصرانية، جاؤوا بعد زمن المسيح -عليه السلام-، وإن قومهم كانوا على عبادة الأصنام.[٥]بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

يحكى أن اجتماعهم في الكهف وافق يوم عيدٍ من أعياد قومهم؛ فرأوا ما يصدر من قومهم من سجود للأوثان وتعظيم لها، وبعض الممارسات التي ترفضها الفطرة السليمة، فخرجوا عن قومهم وفروا منهم،[٥] وقيل إنهم لما وقع في قلوبهم التوحيد، رفضت نفوسهم ما يرونه من قومهم فلجأوا إلى الكهف، ثم ضرب الله -تعالى- على آذانهم النوم فيه،[٦] وقيل أيضاً إن ملكهم كان جباراً متسلطاً، يقال له:” دِقْيَانُوسُ”، كان يدعو الناس إلى عبادة الأصنام.[٧]

قال -تعالى-: (إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)،[٨] أي لما علم الفتية عدم قدرتهم على إظهار أمر دينهم لقومهم، واتفقوا فيما بينهم على هذا الأمر، لجأوا إلى الكهف خوفاً على دينهم، وهرباً من فتنة قومهم، فضرب الله -تعالى- عليهم النوم، وتكفل برعايتهم وحفظهم، كما ألقى الله الرعب حول الكهف حتى لا يقربه أحد من قومهم.[٩]

بعدها لجأ أصحاب الكهف إلى المولى خائفين يرجون منه أن يهب لهم رحمةً ولطفاً، ويسترهم عن قومهم، وأن يجعل عاقبة أمرهم خيراً، ويجعلهم مهتدين راشدين، قال -تعالى-: (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)،[٨] وهذا حال المؤمن الذي يجعل من الله -سبحانه وتعالى- ركنه الحصين، وسنده المتين، فيتصل به في الشدة والرخاء.[١٠]

قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،[٣] وفي هذه الآية الكريمة بيان لأهم صفاتهم:[١١]

كما رودت صفات الأخرى لفتية الكهف، في قوله -سبحانه وتعالى-: (ورَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)،[١٢] فالناظر يرى أنهم:[١٣]

فلما صدقوا بالأخذ بالأسباب والفرار بدينهم إلى الله -سبحانه وتعالى-، نزلت عليهم سكينة القلب، وأغناهم الله -سبحانه وتعالى- عمن سواه، وحماهم مما يخافون.[١٣]

يقول الله -سبحانه وتعالى-: (فَضَرَبْنَا عَلى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)،[١٤] أي أن الله ألقى عليهم نوماً ثقيلاً داخل كهفهم، فلم يسمعوا بعدها صوتاً، وناموا سنين متتابعة.[١٥]

لقد بقي أصحاب الكهف نائمين إلى أن بعثهم الله ليتساءلوا عن حالهم، وذلك بعد ثلاثمئة وتسع سنين، وهذا ما أخبرنا الله -تعالى- به، إذ قال: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَمِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)[١٦][١٧]، وأما قوله -سبحانه وتعالى-: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا)،[١٨] فهو رد على المتسائلين زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيكون المعنى بذلك: أن الله -تعالى- أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم من بعد الاستيقاظ من نومهم وتساؤلهم.[١٧]

ومن عجائب قدرة الله -سبحانه وتعالى-، ما سخّر لهم من أمور كانت سبباً في حفظهم، ومن هذه العجائب ما يأتي:

لما استيقظ الفتية ظنوا أنهم ناموا فقط من الصباح حتى المساء، فلما رأوا أظافرهم قد طالت وأن شعورهم قد تغيرت تعجبوا من حالهم، واستبعدوا أمر نومهم لفترة قصيرة، ثم شعروا بالجوع فأرسوا واحداً منهم ليشتري لهم من السوق، وقد كانوا يملكون بعض الدراهم، فلما أراد صاحبهم الخروج حذروه من الملك المتجبر، ظناً منهم أن الدنيا على حالها وأن ملكهم ما زال حياً، فلما خرج تعجب من المدينة وعلم أن الأمر قد تغير، وكان كل من يراه يتعجب منه حتى تهافت الناس واجتمعوا على أمره.[٢٣]

ويرى أهل العلم أن الزمن الذي بعثوا فيه أصحاب الكهف كان أهله أصحاب دين، لذا عظموا أمرهم بعد أن عرفوا قصتهم، وقرروا بناء مسجدٍ فوق كهفهم، وإن كان هذا الأمر مخالفاً لتعاليم ديننا،[٢٤]، قال -تعالى-: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).[٢٥]

احتوت قصة أهل الكهف على العديد من الدروس والعبر، نلخصها بالآتي:[٢٦]

إن الثبات على الدين من أعظم الأمور وأكثرها جهاداً، وتزداد العوائق حين يكون الإنسان غريباً بقيمه ومبادئه وسط قوم لا يعترفون بها ويحاربونها، فتكون المشقة ويكون الأجر على قدرها، ولنا في قصص القرآن العظة والعبرة، ومن ذلك قصة أصحاب الكهف؛ والذين فروا بدينهم إلى الله تعالى ولجأوا إلى الكهف، فحماهم الله تعالى به، ونجاهم مما كانوا يخافون منه.

تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

جميع الحقوق محفوظة ©
موضوع 2022

أصحاب الكهف هم الفتية الذين آمنوا بالله وتركوا عبادة قومهم عبادة الأوثان وعبدوا الله وحده هكذا يطلق عليهم عند المسلمون ويطلق عليهم عند المسيحيين السبعة النائمون الذين عاشوا في عهد اضطهاد المسيحيين وكان ذلك في ظل حكم ديقيانوس.[1][2][3]

كانت توجد قرية ُمشركة، ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها. في هذا المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العُقلاء. قلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد. لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقوامهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون. عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذاً لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسعة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشاً.

زهدوا في الأسِرَّة[5] الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفاً ضيقاً مظلماً. إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها. استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلالهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار.

وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم. بعد هذه المئات الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقظوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم. فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت. خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب، كيف حدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صعبا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها. لقد آمنت المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم. وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقعي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمنهم من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية. لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.

قال محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال: لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة سنه وضح الورق. قال ابن عباس: فكانوا كذلك ليلهم ونهارهم في عبادة الله، يبكون ويستغيثون بالله، وكانوا ثمانية نفر: مكسلمينا وكان أكبرهم وهو الذي كلم الملك عنهم، ومجسيميلنينا وتمليخا ومرطونس، وكشطونس، وبيرونس، وديموس، ويطونس وقالوش.[6]
بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

أسماء هؤلاء الفتية السبعة تختلف تبعاً للمراجع، فوردت في بعض الوثائق في التراث كالتالي: مكسيميليانوس، أكساكوستوديانوس، يامبليكيوس، مرتينيانوس، ديونيسيوس، أنطونينوس، وقسطنطينوس، (أبو يوحنا)..

قيل عاشوا في زمن الأمبراطور الروماني داكيوس قيصر وقضوا في حدود العام 251م وقيل قبل ذلك. صوروا قديما باعتبارهم فتية جنوداً وفي وقت لاحق كأنهم أولاد هذا ما استبان في الايقونات.

ورد أن داكيوس قيصر مر في ذلك الزمان بأفسس وأمر بتقديم السكان الأضحية للأوثان في الهياكل. من بين من افتضح أمرهم كرافضين لتقديم الذبائح الفتية السبعة. أوقفوا لدى الأمبراطور وسئلوا عن سبب تمردهم. أجاب مكسيميليانوس باسم الجميع: نحن لنا اله مجده ملء السماء والأرض. إليه نقدم سريا ذبيحة اعترافنا الايماني وصلواتنا المتواترة ! هذا الكلام أثار حفيظة الأمبرطور فأهانهم وهددهم ثم تركهم يذهبون ليتسنى لهم أن يفكروا في الأمر مليا، مبديا أنه سيعود فيستجوبهم، بعد أيام قليلة، متى عاد إلى المدينة من سفر وشيك. توارى السبعة في مغارة واسعة إلى الشرق من المدينة. هناك ركنوا إلى السكون والصلاة ملتمسين من الله الحكمة. وقيل ناموا نومة الموت والصلاة على شفاههم. وعاد داكيوس إلى المدينة. سأل عن الفتية السبعة فلم يجدهم. بحث عنهم فدل على المغارة فأتاها وأمر بايصاد مدخلها خنقا لهم. وقيل ان اثنين من الذين نفذوا المهمة كانا مسيحيين في السر. وهذان هم من خطا خبر الفتية السبعة على لوح من رصاص مع أسمائهم ووارياه الجوار.

ومرت الأيام، ما يقرب من المائتي العام وقيل أكثر. ثم في حدود العام 446 للميلاد، زمن الأمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، شاعت هرطقة أنكرت قيامة الموتى وبلبلت الكنيسة. مروج الهرطقة كان أسقفا يدعى ثيودوروس في ذلك الوقت، بالذات، بتدبير الله، أزيحت الحجارة عن مدخل المغارة بيد راع ملك أرض المغارة. للحال عاد الفتية إلى الحياة كالناهض من النوم دون أن يكون قد نالهم أي تغيير. اثر ذلك حصل لغط، في أفسس، في شأنهم لما درى الناس بأمرهم. لكن بان الحق، أخيرا، واتخذ خبرهم برهانا على قيامة الأجساد. وقد ورد أن الفتية السبعة بعدما رووا حكايتهم للناس عادوا فناموا من جديد إلى القيامة العامة. ثمة من يماهي مغارة هؤلاء بالمغارة التي لفظت فيها القديسة مريم المجدلية نفسها الأخير. تجدر الإشارة إلى أن التراث الإسلامي ردد خبر الفتية السبعة في أفسس (مدينة من اعظم المٌدن الاغريقية القديمة في الأناضول)، وهم من يسمون لدى المسلمين ب”أهل الكهف”.[7]

ماكسيميليانوس إحدى شخصيات أهل الكهف

يقال أنه كان كبير مستشاري ديقيانوس وزوج ابنته، وقد كان قائد المسيرة نحو الكهف بعد أن فضح أمر الآلهة المصطنعه التي كانوا يعبدونها الرومان أمام الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني الذي طلب منه السجود له، وتقول بعض الكتب والمراجع أن سبب أيمان ماكسيميليانوس بالله الواحد الأحد ورب الرسل جميعاً هو عجوز أنقذه من الموت عند اعتراض ماكسيميليانوس على عمليات جمع الضرائب الظالمه التي كان يقودها الرومان في مدينة فيلادلفيا في ذلك الوقت، حيث أثبت ذلك العجوز لماكسيميليانوس بعد أن أقام على علاجه ربوبيه الله عز وجل وانه واحداً لا شريك له من خلال كتاب التوراة الاصلي الذي كان يملكه ذلك العجوز والذي نزل على موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام، حيث عمد ماكسيميليانوس إلى نسخ الكتاب المقدس ليحتفظ بها إلى نفسه.

تقول بعض المراجع أن شخصاً ويدعى جيوليوس وهو قائد الجيش في مدينة فيلادلفيا -تاريخ مدينة عمان- كان يتربص شراً بماكسيميليانوس لانه حسب وصف جيوليوس سلب منه هيلين وهي زوجه ماكسيميليانوس والتي كان يريد أن يتزوج بها، وانه كان يتربص به شراً من خلال زرع جاسوس يهودي ويدعى عزرائيل ليراقب ماكسيميليانوس اينما يذهب، حيث أن هذا اليهودي اكتشف المكان الذي كان يتردد عليه ماكسيميليانوس ليناجي ربه ويدعوه من خلاله وهو الكهف الذي ألتجأ إليه ماكسيميليانوس وستة من مساعديه إليه في نهايه المطاف، إلا أن أحد مساعدي ماكسيميليانوس قام يقتل هذا اليهودي بعد أن عرف أنه كشف أمر ماكسيميليانوس وانه في طريقه لفضح أمره أمام جيوليوس.

بعد أن فضح ماكسيميليانوس أمر الإله المصطنعه التي كان يعبدها الرومان أمام الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني، أمر الإمبراطور بسجن وتعذيب ماكسيميليانوس والضباط الستة الذين كانوا معه وقتلهم ان لم يرجعوا عن دين التوحيد، وفي نهايه الأمر قرر المسؤول عن السجن تهريب السجناء والذي قتل فيما بعد بعد تهريبهم منه، حيث أتجه ماكسيميليانوس ورفاقه إلى مكان سري في بيته قبيل أن يلتجأ أهل الكهف إلى ذلك المكان الذي لبثوا فيه 309 سنة لقوله تعالى  وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا   «الكهف»

ان سبب نزول قصة أصحاب الكهف، وخبر ذي القرنين ما ذكره محمد بن إسحاق وغيره في السيرة أن قريشا بعثوا إلى اليهود سألونهم عن أشياء يمتحنون بها محمد رسول الله ويسألونه عنها؛ ليختبروا ما يجيب به فيها فقالوا: سلوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا، وعن رجل طواف في الأرض وعن الروح. فأنزل الله «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ» «وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ» وقال ههنا  أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا   «الكهف» أي؛ ليسوا بعجب عظيم بالنسبة إلى ما أطلعناك عليه من الأخبار العظيمة، والآيات الباهرة والعجائب الغريبة. والكهف هو الغار في الجبل.
فقد ذكر الله في القران:

 أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا  إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا  ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا  نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى  وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا  هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا  وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا   «الكهف»

وفقا للاعتقاد السائد فإن أصحاب الكهف، الذين أثنت عليهم المصادر الإسلامية والمسيحية، تعرضوا لطغيان الإمبراطور الرومانى ديقيانوس. وفي محاولة من هؤلاء الفتية للتصدى لظلم ديقيانوس وطغيانه، حذروا قومهم مراراً من أن يتركوا دين الله. ولكن أمام إعراض قومهم، واشتداد ظلم الإمبرطور وتوعده لهم بالقتل، ترك الفتية مساكنهم.

تكشف السجلات التاريخية عن عدد من الأباطرة الذين مارسوا سياسة الاضطهاد والإرهاب والتعذيب في حق المؤمنين الأوائل بالمسيحية.

وفي ظل تلك الظروف، رفض هؤلاء الفتية الخضوع لهذا النظام الكافر، وعبادة الإمبراطور إلهاً من دون الله. ذكر في القرآن  وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا  هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا  «الكهف».

أما بالنسبة للمكان الذي كان يعيش فيه أصحاب الكهف، فإن الآراء تتعدد وتتباين، ولكن أكثر هذه الآراء اعتدالاً هو مدينتي “أفسس” و”طرسوس”.

كما أوضح آخرون بشئ من التفصيل أن مكان الكهف ليس “إفسوس” وعليه فقد حاولوا أن يثبتوا أن الحدث وقع في مدين “طرسوس.” وفي هذا البحث سنتناول كلتا المدينتين بالدراسة ومع هذا، فإن هؤلاء الباحثين والمفسرين جميعهم، بما فيهم المسيحيون، أتفقوا أن الحدث وقع في عهد الإمبراطور الرومانى “دِقيوس”، ويقال له أيضاُ “دِقيانوس”، وكان ذلك في حوالى عام 250 ميلادية.

تنص المصادر المسيحية على أن الغالبية العظمى من المسيحيين رفضوا ممارسة تلك الأفعال الوثنية، وهموا بالفرار من مدينة إلى أخرى، أو الاختباء في أماكن نائية. ومن المرجح أن أصحاب الكهف كانوا من ضمن هؤلاء المسيحيون الأوائل.

هل كان أصحاب الكهف في “إفسوس”؟ وفيما يتعلق بالمدينة التي عاش فيها الفتية والكهف الذي أووا إليه، فتشير المصادر إلى عدة أماكن. ويرجع ذلك إلى سببين :

الأول: رغبة الناس في الاعتقاد بأن مثل هؤلاء الفتية الشجعان كانوا يعيشون في مدينتهم. والثاني : الشبه الكبير بين الكهوف في تلك المنطقة؛ حيث أنه في جميع الأماكن تقريباً، يوجد مكان للعبادة يقال أنه بُنى فوق الكهوف. وكما هو معروف فإن المسيحيون اتفقوا على أن تكون “إفسوس” هي المكان المقدس؛ حيث يوجد في تلك المدينة منزلاً يُقال إنه للسيدة مريم العذراء، وقد أصبح فيما بعد كنيسة. لذلك فإنه من المرجح أن يكون أصحاب الكهف قد أقاموا في واحد من تلك الأماكن المقدسة. علاوة على ذلك، فإن بعض المصادر المسيحية تؤكد أن “إفسوس”هي المكان.

ويعد القديس السورى “جيمز” (وُلد في 452 ميلادية) أقدم المصادر في ذلك الصدد، واستشهد “جيبون” المؤرخ الشهير في كتابه ” تدهور وسقوط الدولة الرومانية” بالكثير من دراسة “جيمز”. ووفقاً لما جاء في هذا الكتاب، فإن الإمبراطور الذي عذَب الفتية السبعة المسيحيين المؤمنين هو “دِقيوس”. وقد حكم “دقيوس” الإمبراطورية الرومانية في الفترة ما بين 249 و 251 ميلادية.واشتهرت فترة حكمه بألوان العذاب التي مارسها ضد أتباع النبي عيسى.

ويرى المفسرون المسلمون أن المكان الذي وقع فيه الحدث هو إما “أفسوس” أو “أفسُس”، في حين يرى “جيبون” أنه “إفسوس” ولأن تلك المدينة تقع على الساحل الغربي لبلاد الأناضول، فإنها تعد من أكبر موانى ومدن الإمبراطورية الرومانية. واليوم يُعرف حطام تلك المدينة باسم”مدينة إفسوس العتيقة”

وأشار عالم الآثار دكتور “موسى باران” في كتابه “إفسوس” إلى مدينة “إفسوس” باعتبارها المكان الذي كان يعيش فيه مجموعة الفتية، وأضاف قائلاً:

«في عام 250 ميلادية، كان يعيش سبعة فتية في “إفسوس” وقد اختاروا المسيحية ديناً لهم وتركوا عبادة الأوثان، وفيما هم يبحثون عن مكان للهروب بدينهم، عثروا على كهف بالمنحدر الشرقي لجبل “بيون”. وقد رأى ذلك جنود الرومان فبنوا حائطاً ليسدوا به مدخل الكهف.»

واليوم يشاهد العديد من المباني الدينية وقد بنيت فوق هذه الحجارة والقبور، أظهرت الحفريات التي قام بها المعهد الأسترالي الأثري عام 1926 أن الآثار التي ظهرت على سفح جبل بيون تعود إلى بناء تم تشييده تكريماً لأصحاب الكهف في منتصف القرن السابع (خلال حكم ثيودوسيوس الثاني).

وأوضح “فخر الدين الرازي”، وهو أيضاً من أشهر علماء القرآن الكريم، أنه بالرغم من أن المكان يُطلق عليه “إفسوس”، فإن القصد هو “طرسوس” لأن “إفسوس” ما هي إلا مسمى آخر لمدينة “طرسوس.” بالإضافة إلى ذلك، فإنه في شروح كل من: القاضي البيضاوي والناصفي وتفسير الجلالين والتبيان وتفسير العاملي والناصوحي بيلمين وغيرهم من العلماء، تم تحديد المكان على أنه “طرسوس.” هذا إلى جانب أن كل هؤلاء المفسرين فسروا قوله تعالى:  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  «الكهف»، بقولهم أن مدخل الكهف كان من نحو الشمال.

وكذلك كان مُقام أصحاب الكهف موضعاً للاهتمام أيام الخلافة العثمانية، وقد أُجريت بعض الأبحاث بهذا الشأن. وتمت بعض المراسلات وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع في مخازن السجلات العثمانية برئاسة الوزراء؛ فعلى سبيل المثال، أشتمل خطاب بعثته إدارة “طرسوس” المحلية إلى رئيس خزانة الدولة العثمانية على طلباً رسمياُ بإعطاء مرتبات لهؤلاء المسؤولين عن تنظيف “الكهف” والحفاظ عليه. ونص الرد على أنه لكى تُخَصص مرتبات لهؤلاء الأشخاص، لابد من التأكد أن هذا المكان هو بالفعل المكان الذي أقام به أصحاب الكهف. والبحث الذي أُجرى بهذا الصدد قد ساعد كثيراً في تحديد المكان الحقيقى للكهف. وبعد التحقيقات التي أجراها المجلس القومى تم إعداد تقرير ينص على الآتى:

“إلى الشمال من مدينة طرسوس، في بلدة “عَدَنة”، يوجد كهفاً على جبل يبعد ساعتين عن المدينة ومدخله يتجه ناحية الشمال كما أخبر القرآن الكريم”

ورد في سورة “الكهف” العديد من القصص القرآنية العجيبة والمتعددة، منها قصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين، وقصة الفتية المؤمنين الذين فروا بدينهم واعتزلوا قومهم فآووا إلى أحد الكهوف بوحي من الله، يقول الله سبحانه وتعالى: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا   «سورة الكهف»، ولأهمية هذه القصة وهذا الكهف فقد تم تسمية السورة الكريمة باسمه أي “سورة الكهف”.

وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن علاقة حركة الشمس بهذا الكهف وأن ذلك من آياته في قوله سبحانه وتعالى:  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا   «سورة الكهف».

الكهف في اللغة هو الغار في الجبل، وهو المغارة الواسعة في الجبل[10]، أما الفجوة فيقال فجوة الدار أي ساحتها، والفجوة أيضا المتسع بين الشيئين.[11]
ويذكر ابن كثير في شرح الآية الكريمة أعلاه:[12] «أن هذا دليل على أن باب هذا الكهف المذكور كان من نحو الشمال، لأنه تعالى أخبر أن الشمس إذا دخلته عند طلوعها تزاور عنه (ذات اليمين) أي يتقلص الفيئ يمنة، كما قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة (تزاور) أي تميل وذلك أنها كلما ارتفعت في الأفق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لايبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلك المكان، ولهذا قال (وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) أي تدخل إلى غارهم من شمال بابه وهو من ناحية المشرق فدل على صحة ما قلناه وهذا بين لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة وسير الشمس والقمر والكواكب، وبيانه أنه لو كان باب الغار من ناحية المشرق لما دخل إليه منها شيء عند الغروب، ولو كان من ناحية القبلة (يقصد الجنوب) لما دخل منها شيء عند الطلوع ولاعند الغروب ولاتزاور الفيئ يمينا ولاشمالا، ولو كان من جهة الغرب لما دخلته وقت الطلوع بل بعد الزوال ولم تزل فيه إلى الغروب فتعين ما ذكرناه ولله الحمد، وقال مالك عن زيد بن أسلم تميل (ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه) أي في متسع منه داخلا بحيث لا تصيبهم إذ لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم قاله ابن عباس، (ذلك من آيات الله) حيث أرشدهم إلى هذا الغار الذي جعلهم فيه أحياء والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم.»

ويقول الإمام الشوكاني في تفسير الآية الكريمة:[13] «للمفسرين في تفسير هذه الآية قولان: الأول: أنهم مع كونهم في مكان منفتح انفتاحا واسعا في ظل جميع نهارهم ولا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا في غروبها لأن الله حجبها عنهم.
والثاني: أن باب الكهف كان مفتوحا جهة الشمال فإذا طلعت الشمس كانت عن يمين الكهف وإذا غربت كانت عن يساره.»

أولا: اكتشاف مكان الكهف المذكور بالقرآن الكريم وأدلة ذلك :
اختلفت الآراء حول موقع ومكان الكهف الذي ارتبط بقصة الفتية المؤمنين المذكورة في القرآن الكريم ضمن سورة الكهف، وقد أشارت بعض الاكتشافات الأثرية في العقود الماضية لبعض الكهوف التي تم اكتشافها بالقرب من عمان بالأردن أو أفسوس بآسيا الصغرى أو حتى في اسكتلندا، وقد رجحت بعض الأدلة التاريخية والأثرية وكذلك انطباق آية طلوع الشمس وغروبها أن الكهف الموجود بجنوب عمان في الأردن أن يكون هو الكهف المذكور في القرآن الكريم.

ففي عام 1963 قامت دائرة الآثار العامة الأردنية بحفريات أثرية تحت إشراف رفيق وفا الدجاني في منطقة تسمى “سحاب”، وتقع على بعد حوالي 13 كم جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان، وقد استدل علماء الآثار والتاريخ بعدة أدلة ترجح بقوة أن يكون هذا الكهف هو الذي جاء ذكره في القرآن الكريم، وهذه الأدلة هي:

أ- الدليل التاريخي: من الأدلة التاريخية التي يذكرها رجال الآثار أن العديد من الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية قد ذكروا أن موقع الكهف الذي يوجد به أصحاب الكهف موجود بجبل الرقيم بالأردن حيث زاروا هذا الموقع وعرفوه، ومنهم الواقدي، والصحابي عبادة بن الصامت الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب وأيضا معاوية بن أبي سفيان، وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف ورأوا عظام أصحاب الكهف.[14]
ب-الدليل الأثري: تم العثور على بناء أثري بني فوق الكهف وهو الذي أشير إليه في قوله تعالى: وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا   «الكهف»، فقد أثبتت الحفريات عن وجود بنيان فوق هذا الكهف كان معبدا (كنيسة) ثم تحول إلى مسجد في العصر الإسلامي، ويوجد بقايا سبعة أعمدة مصنوعة من الأحجار غير مكتملة الارتفاع ومخروطة على شكل دائري، كما يوجد بقايا محراب نصف دائري يقع فوق باب الكهف تماما، وبين الأعمدة الباقية بالمسجد بئر مملوءة بالماء وهي البئر التي كان يتم استخدامها في الوضوء، وقد أتيح لمقدم البحث أن يرى هذا المسجد خلال الزيارة الميدانية للكهف.

وقد تم ترميم المسجد أكثر من مرة وفقا لما هو مدون على الأحجار التي وجدت بداخله، وهي تشير إلى تجديد تم عام 117 هجرية ثم عام 277 هجرية، ثم أعيد التجديد مرة أخرى عام 900 هجرية مما يدل على اهتمام المسلمين الأوائل بهذا المسجد لاقتناعهم بأنه المذكور في القرآن الكريم، ومما يؤكد الاهتمام بهذا الموقع وجود مسجد آخر يقع بالجهة القبلية من الكهف وما زال منبر هذا المسجد قائما إلى اليوم وهو مكون من ثلاث درجات ضخمة من الأحجار على يمين المحراب، وقد عثر بالمسجد على بلاطة تفيد بأن الخليفة الموفق العباسي قد أمر بتجديده.

كما تم العثور على ثمانية قبور بنيت بالصخر أربعة منها يضمها قبو يقع على يمين الداخل للكهف والأربع الأخرى تقع في قبو على يسار الداخل للكهف والمرجح أنها القبور التي دفن فيها الفتية التي ورد ذكرهم في القرآن، وفي المنطقة الواقعة بين القبوين في الجزء الأول من الكهف تم العثور على جمجة لكلب وبفكه ناب واحد وأربعة أضراس، ويوجد بالكهف دولاب زجاجي يحتوى على جمجمة الكلب إلى جانب بعض قطع من النقود التي كانوا يستعملونها ومجموعة من الأساور والخواتم والخرز وبعض الأواني الفخارية.
بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

ج- الدليل الجيولوجي: يؤكد المهندس الجيولوجي ناظم الكيلاني [14] من خلال فحوصاته المختبرية على أن تربة الكهف ومنطقة الرقيم تساعدان على صيانة الجسم، ويذكر أن هذه التربة تتكون من الكاربوهيدرات والكالسيوم والمغنسيوم إضافة إلى حفريات النباتات والحيوانات المشبعة بالراديوم، وهذه المواد توجد في معادن اليورانيوم والثوريوم المشعة والتي من خصائصها إنتاج أشعة “ألفا” و”بيتا” و”جاما”، وهذه الأنواع من الأشعة ذات تأثير كبير في تعقيم اللحوم والنباتات والمحافظة عليها وتحول دون تفسخها، ويعتقد الكيلانى بأن وجود هذا النوع من التربة بعناصرها وأملاحها ربما يكون (ومعها أشعة الشمس المتناوبة) الوسيلة التي حفظت أجساد فتية الإيمان أكثر من ثلاثة قرون دون أن تؤثر فيهم عوامل الهواء والتربة.

د- أدلة أخرى: وتتمثل في أن الكهوف الأخرى التي تم الإشارة إليها على أنها هي التي جاء ذكرها في سورة الكهف لا ينطبق عليها آية طلوع الشمس وغروبها، وهو ما أكده الدكتور عبد العزيز كامل الذي زار كهف الرقيم بالأردن مرتين وتأكد من انطباق حركة الشمس في طلوعها وغروبها وعلاقة أشعتها بالكهف، كما درس من قبل عددا من الكهوف التي نسب إليها أهل الكهف وأهمها في أفسوس وطوروس واستبعدها لأنها ذات فتحات لا تتفق في سقوط الشمس عليها مع ما جاء في الآيات الكريمة، وهو ما توصل إليه خبير الآثار الأردني “محمد تيسير طبيان” بناء على دراسة استمرت لأكثر من عشر سنوات، كما أن كثير من المتخصصين والمهتمين الذين زاروا كهف أفسوس ينفون أن يكون هو الكهف المعنى لبعده عن عاصمة الإمبراطورية الرومانية (حوالي 450كم عن أفسوس).[14]

هذه اللوحة تجدها بالقرب من مدخل الكهف (عمان) الأردن.

مدخل كهف الرقيم (عمان) الأردن.

جولة في كهف أهل الكهف بالاردن.

كهف أصحاب الكهف من الداخل ب طرسوس – تركيا

مجمع أصحاب الكهف في ولاية كهرمان مرعش بتركيا.

١ مقدمة

٢ قصة أصحاب الكهف:

أصحاب الكهف هم مجموعة من الفتية تركوا دين قومهم بسبب كفرهم الشديد، فقد كانوا يسجدون للأصنام،
ويقدمون لها الهدايا والقرابين، فاجتمع الفتية وقرروا أن يعتزلوا قومهم في كهف بعيد ليسلموا من شركهم وآذاهم،
وبالفعل ذهب الفتية في الكهف واستقروا فيه، ثم دخلوا بعد ذلك سبات عميق وقد ورد في القرآن الكريم قول المولى عز وجل:/
“وتَرَى الشَّمسَ إذَا طلعَت تزاوَرُ عن كهفِهِمْ ذاتَ اليمِينِ وإذَا غربَت تقرِضُهُمْ ذاتَ الشمَالِ وهُمْ في فجوَةٍ منهُ ذلِكَ منْ آياتِ اللَّه مَن يهدِ اللَّهُ فهُوَ المهْتَدِ ومَن يضلِلْ فلَن تجِدَ لهُ ولِيًّا مرشِدًا”
وقد كان معهم كلبهم الذي رابط على باب الكهف ليحرسهم وقد ورد ذكره في قوله تعالي:/ “وكلبُهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد”
ثم بعثم الله من نومهم هذا بعد سنين طويلة وقد ورد ذلك في قوله تعالي:/ “وكَذلِكَ بعَثناهُمْ ليتسَاءَلُوا بينَهُمْ قَالَ قائِلٌ منهُمْ كمْ لبِثتُمْ قالُوا لبِثنَا يومًا أوْ بعضَ يومٍ قالُوا ربُّكُم أعلَمُ بمَا لبِثتُمْ فابعَثُوا أحدَكُمْ بورقِكُمْ هذِهِ إلَى المدِينَةِ فليَنظُرْ أيُّهَا أزكَى طعامًا فليَأْتِكُمْ برزْقٍ منْهُ وليتلَطَّفْ ولَا يشْعِرَنَّ بكُمْ أحَدًا”
فأرسلوا أحدهم للمدينة ليحضر لهم الطعام، ويقص عليهم ما شاهده من أشياء جديدة وما سمعه من تطورات،
وعندما ذهب إلى السوق استغرب الجميع من النقود القديمة التي يحملها فذهبوا به إلى حاكم المدينة،
فقص عليه الفتي قصته، ثم ذهب معه الجميع لمكان الفتية، وعندما أخبر الفتي أصحابه بما حدث، علموا أن لنومهم
طوال كل تلك الفترة كان لحكمة يعلمها اله، ثم ماتوا مباشرة بعد ذلك، واختلف الأمر في أمرهم،
فمنهم من أراد أن يبني عليهم مسجدًا ومنهم من أراد أن يسد باب الكهف، قال تعالى:/ “وكَذَلِكَ أعثَرْنَا عليْهِمْ لِيعلَمُوا أنَّ وعدَ اللَّهِ حقٌّ وأَنَّ السَّاعةَ لا ريبَ فيهَا إذْ يتنَازَعُونَ بينَهُمْ أمرَهُمْ فقالُوا ابنُوا عَليهِمْ بنيَانًا ربُّهمْ أعلَمُ بهِمْ قالَ الَّذينَ غلبُوا علَى أمرِهِمْ لنتَّخِذَنَّ عليْهمْ مسجِدًا”، وقد اختلفَ الناس في عددهم، فقال تعالى:/ “سيَقولُونَ ثلاثَةٌ رابِعُهُمْ كلبُهُمْ ويقولُونَ خمسَةٌ سادسهُمْ كلبُهُمْ رجمًا بالغيبِ ويقُولُونَ سبعَةٌ وثامنُهُمْ كلبُهُمْ قلْ ربِّي أعلَمُ بعدَّتِهِمْ ما يعلمُهُمْ إلَّا قلِيلٌ فلا تمَارِ فيهِمْ إلَّا مرَاءً ظاهرًا ولا تستَفْتِ فيهِمْ منهُمْ أحَدًا”

٣ قصة الكلب الذي كان مع الفتية في الكهف:

وإذا بكلب أحدهم يسير ورائهم؛ خاف الفتية أن يفضحهم الكلب بنباحه فطردوه، ليعود إلى المدينة، ولكنه أصر أن يسير ورائهم فحينما لم يجدوا فائدة من طرده تركوه خلفهم.بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

توجه الفتية إلى الله بالدعاء كي يرحمهم، وينجيهم من القوم الكافرين وقالوا “رَبَّنَا ءَاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا “.

وسار الفتية في طريقهم، حتى وجدوا كهفًا فرأوا أن يستريحوا فيه فجلسوا، وأكلوا بعض الثمار وشربوا الماء، ثم أحسوا بالتعب من السير طوال الليل، فغفلت أعينهم وناموا في سبات عميق.

٤ ملخص قصة أهل الكهف:

تتمحور قصة أهل الكهف حول مجموعة من الفتية (لم يتمّ تحديد عددهم بشكل دقيق) وكلبهم الذي كان يرافقهم، حيث كانوا يعيشون في قرية يحكمها حاكم كافر جائر، وكان أهل هذه القرية ضالون ومشركون، يعبدون الأصنام ويدافعون عنها ويقدمون لها القرابين، ويؤذون كل من يتطاول عليها، فكان هؤلاء الفتية يتفكرون في خلق السماوات والأرض ويستنكرون أن تكون الأصنام هي من خلقت هذا الكون العظيم، فهم كانوا يؤمنون بإله أكبر من هذه الأصنام العاجزة، فرفضوا السجود لهذه الأصنام، فساعدهم الله و ثبتهم على إيمانهم وهداهم، فحاول هؤلاء الفتية إقناع و ماسك أهل القرية بعدم السجود للأصنام، وعندما سمع الملك بخبرهم أهدر دمهم، وأراد أن يقتلهم جميعهم، فما كان منهم إلّا أن شدّوا رحالهم وخرجوا من هذه القرية الفاسقة، ليتمكّنوا من عبادة الله وطاعته، فهداهم الله إلى كهف ليأمنوا فيه، وخرج أهل القرية للبحث عنهم ولكن الله أضل طريقهم وأعمى أبصارهم عن الكهف، وعندما وصل الفتية إلى الكهف، استلقوا فيه ليناموا، ولكن المعجزة كانت بأن الله أنامهم لأكثر من 300 سنة، وكانت حكمة الله في أن جعلهم يتقلبون خلال نومهم حفاظاً على صحة أجسادهم وحجب عنهم أشعة الشمس الحارقة، بعد هذه القرون الثلاثة وأكثر، أيقظهم الله، فأحسوا كأنهم ناموا يوماً واحداً، وعندما خرج أحد الفتية إلى القرية وجد أنها تغيرت وعندما رآه أهل القرية استعجبوا لشكله ولثيابه وللنقود التي يحملها، وأيقن عندها أهل القرية قدرة الله تعالى بعد أن رأوا المعجزة بأعينهم، فآمن أهل القرية بالله تعالى، ومن بعدها أمات الله الفتية مرة أخرى لتبقى قصتهم الخالدة دليلاً على قدرة الله تعالى.

جميع الحقوق محفوظة © 2023

2022/2023 ©


تمت الكتابة بواسطة:
د. نورهان محمود

آخر تحديث:
منذ 6 سنوات
منذ 4 سنوات

فهرس المقال

ذكر الله تعالى لنا في القرآن أن قصة أهل الكهف من أعظم القصص، والتي تمتلئ بالآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وكيف أستطاع مجموعة من الشبان التمسك بدينهم وعقيدتهم ضد الكفر والطغيان، تأخذنا القصة لنغوص في بحر أحداثها ونتعلم الكثير منها.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

كان هناك ملك يعبد الأصنام، وينظم المواكب للمعابد لزيارة تلك الأصنام وتقديم القربان لها، وكان هناك مجموعة من الفتيان في موكب الملك ومن أتباعه، قد تمردوا سرًا على عبادة الأصنام، وكانوا يؤمنون بالله وحده لا شريك له.

كانت الفتية يتقابلون سرًا في منزل أحدهم، ليعبدوا الله سبحانه وتعالي ويقيمون الصلاة، فبالرغم من أنهم شباب وليسوا شيوخًا، ومع ذلك رفضوا حياة الترف التي كانوا يعيشونها مع الكفر، وفضلوا الحياة الآخرة، ليخلد الله ذكراهم في القرآن الكريم.

علم أحد سكان المدينة بأمرهم فذهب إليهم وسألهم عما يفعلون؛ فأخبروه أنهم تركوا عبادة الأصنام، وأسلموا لله تعالى، يقول الله تعالى “وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا”.

ذهب ذلك الرجل إلى الملك، وأخبره بقصة الفتية، وكيف أنهم تكبروا على الآلهة التي يعبدونها، فغضب الملك غضبًا شديدًا، وأمر أتباعه باستدعاء أولئك الفتية لمقابلته.

قابل الملك الفتية المؤمنين، وهددهم بالتعذيب والقتل إن لم يتراجعوا عما يفعلون، وأخبرهم أن ما يمنعه من قتلهم على الفور أنهم شباب صغار، لم يدركوا الأمور على حقيقتها، وسيعطيهم فرصة للتفكير.

لم تؤثر تلك التهديدات في نفوس الفتية الصغار، بل زادت من إصرارهم على الإسلام والإيمان، واتفقوا على الهروب من المدينة ليلًا.

لم يجلس الفتية في مكانهم، ولم يستسلموا للشرك، ولم يرضوا بعبادة إله دون الله عز وجل، فقد فضلوا الهروب على الجلوس في أماكنهم، فضلوا الهروب إلى كهف مظلم بدلاً من المكوث في مدينة زاهرة بالخيرات والنعم ولكن أهلها مشركين.

اغتنم الفتية فرصة عدم تواجد الملك وسفره خارج البلاد، واتفقوا على ميعاد معين يتقابلون فيه بالليل حتى يتمكنوا من الهروب دون أن يلحظ أحد من سكان المدينة شيئًا.

وعندما جاء الميعاد وتقابلوا، أخذوا يسيرون على أطراف أقدامهم حتى لا ينكشف أمرهم ويقبض أتباع الملك عليهم.

وإذا بكلب أحدهم يسير ورائهم؛ خاف الفتية أن يفضحهم الكلب بنباحه فطردوه، ليعود إلى المدينة، ولكنه أصر أن يسير ورائهم فحينما لم يجدوا فائدة من طرده تركوه خلفهم.

توجه الفتية إلى الله بالدعاء كي يرحمهم، وينجيهم من القوم الكافرين وقالوا “رَبَّنَا ءَاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا “.

وسار الفتية في طريقهم، حتى وجدوا كهفًا فرأوا أن يستريحوا فيه فجلسوا، وأكلوا بعض الثمار وشربوا الماء، ثم أحسوا بالتعب من السير طوال الليل، فغفلت أعينهم وناموا في سبات عميق.

في الصباح شاع أمر هروب الفتية في المدينة بأكملها، وعلم الملك بذلك فخرج في موكب له للبحث عن أولئك الفتية، الذين عصوا أمره فليعذبهم على ما فعلوه.

أخذ الملك يبحث عنهم ويتتبع آثارهم حتى وصل إلى الكهف الذي دخلوا إليه فلما رأى أن ضوء الشمس لا ينفذ بداخل الكهف أمر أتباعه بدخول الكهف لمعرفة إذا كانوا بالداخل أم لا؟

خاف أتباع الملك من دخول الكهف المظلم، واقترحوا عليه فكرة أعجبت الملك كثيرًا؛ فقد سألوه: أتريد قتلهم؟ فأجابهم بنعم، قالوا: فلتغلق عليهم ذلك الكهف بحجارة كبيرة، وبذلك سيموتون بداخله من الجوع والعطش وبالفعل فعل الملك ذلك.

مرت الأيام والسنين والفتية ما زالوا نائمين لم يستيقظوا، وهنا تتجلى قدرة الله عز وجل ويقول في كتابه “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ” حيث تطلع الشمس وتغيب، وهم ما زالوا نيامًا، يرعاهم الله بقدرته وجلاله.

وتتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى، فيبقي أعينهم مفتوحة طوال تلك المدة؛ لأنها إذا بقيت مغلقة ستتأذى، كما يقلبهم الله بقدرته؛ حتى لا يصيب أجسادهم القرح والتآكل من طول مدة الاستلقاء والنوم.

وحان أمر الله برجوع أرواحهم إليهم؛ ليستيقظوا من نومهم بعد مرور ثلاثمائة وتسع سنوات، لما عاد إليهم وعيهم أخذوا يتساءلون يا ترى كم لبثنا في ذلك الكهف، فرأى أحدهم أنهم لبثوا ليلة، ورأى الآخر أنها أكثر من ليلة، ثم قالوا “رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ”.

شعر الفتية بالجوع الشديد، فأخرجوا قطعة نقود فضية، ثم طلبوا من أحدهم أن يخرج من الكهف؛ ليشتري لهم بعض الطعام من سوق المدينة، ولكن أوصوه بأن يمشي متخفيًا حتى لا يتعرف عليه أحد، ويستدلون على مكانهم ويقتلونهم.

حاول الفتى الخروج من الكهف؛ فوجد بقايا الحجر الذي بناه الملك فهدمه، ثم خرج وتعجب أشد العجب، عندما رأى شوارع غير الشوارع التي ألفها وبيوتًا غير البيوت التي تعود عليها، وأناسًا لم يقابلهم من قبل.

رأى اختلافًا كبيرًا في أشكال الناس، وملابسهم ومنازلهم وطرقاتهم فتساءل متعجبًا: كيف حدث كل ذلك التغيير في ليلة واحدة فقط؟!

لم يكن هو وحده متعجبًا، بل تعجب أصحاب المدينة من منظره، ومن ملابسه التي ترجع إلى أزمان ماضية، وهيئته التي تختلف عن هيئتهم كثيرًا؛ فلفت أنظار كل المارة في الشوارع، مما أوجس الخوف في قلبه أن يعلم الملك بمكانه فيقتله.

وعندما وصل الفتى إلى السوق، وطلب من البائع الطعام، وأخرج له القطعة النقدية، نظر إليها البائع بتعجب شديد وقال له: ما هذا؟؟ أجابه الفتى إنها قطعة نقدية ثمنًا لذلك الطعام.

أخبره البائع أنها قطعة نقدية غريبة الشكل، وغير مألوفة، ويبدو عليها أنها ترجع إلى العصور القديمة، تعجب الفتى كثيرًا وسأله كيف هذا وقد كان يتعامل بها بالأمس.

قال له البائع أنه سيأخذه إلى الشرطي، فتلك النقود قديمة جدًا ويجب تسليمها إلى الشرطة؛ خاف الفتى وتوسل للبائع أن يتركه وشأنه، ولكن البائع أبى وأصر أن يصطحب الفتى إلى الشرطي.

نظر الشرطي إلى قطعة النقود، وقال إنها ترجع إلى عصر الملك منذ 309 عام، وهي قطعة نقود نادرة جدًا، لا يمتلكها أي أحد في ذلك الزمن، وأخذ الشرطي يسأله عن أسماء أهله وجيرانه، فلما أخبره الفتى بأسمائهم قال الشرطي أنه لا وجود لتلك الأشخاص في ذلك الوقت.

أخذ الشرطي الفتي إلى الملك، وكان الملك في ذلك الوقت ملكًا عادلاً يختلف كثيرًا عن الملك الكافر الظالم الذي هرب منه الفتية، فلما قص عليه الفتى قصته هو وأصحابه، أصر الملك أن يذهب ويرى أصحابه ويسمع منهم قصتهم، فطلب منه الفتى أن يذهب قبله ليخبرهم، ويستعدوا للقاء الملك.

ذهب الفتى مسرعًا إلى أصحابه في الكهف، فلما تساءلوا عن الطعام قال لهم: دعكم الآن من الطعام، وأخبروني كم لبثتم في ذلك الكهف، فقالوا ليلة أو أكثر غالبًا، رد عليهم أنهم لبثوا ثلاثمائة وتسعة أعوامًا في النوم.

أخبر الفتى أصحابه بما رآه في المدينة، وكيف تغيرت، وكيف قابل الملك الجديد الذي يريد رؤيتهم، وحينما أدرك الفتية أن بلادهم لم تعد كما كانت، ولم يعد هناك الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، حزنوا كثيرًا.

علم الفتية أن الحياة ستكون صعبة، فطلبوا من الله ورفعوا أيديهم بالدعاء أن يقبض أرواحهم، وبالفعل استجاب الله لهم وماتوا في كهفهم.

دخل الملك وموكبه على الفتية في الكهف، فوجدهم قد ماتوا وحدثت الخلافات حول قصتهم، وكيف أنهم قد ناموا كل تلك الفترة، فآمن بعض الناس أن تلك معجزة من الله وقالوا “رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ”.

ثم تشاور بعض القوم وقرروا بناء مسجد في ذلك المكان “قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا”.

ثم يشير القرآن الكريم عن عددهم، بأن بعض الناس كانوا يظنون أنهم ثلاثة ومعهم كلبهم، وآخرين يظنون أنهم كانوا أربعة ومعهم كلبهم، ليخبرنا القرآن الكريم” قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ”.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

إذا تأملنا في قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن؛ فإننا سنخرج بالعديد من الدروس والتأملات التربوية، ونذكر منها:

عند انتشار الفتن فخير ما يفعله المؤمن، الابتعاد عن مواضع الفتن والانعزال؛ حتى لا يصاب بالتضليل وتزعزع العقائد والمبادئ، وخير مثال على ذلك في زمن المسيح الدجال لن يستطيع الناس اجتناب فتنته، إلا بالعزلة التامة عنه والابتعاد.

وكذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يخاطب عقبة بن عامر قائلًا “يا عقبة أمسك عليك لسانك، ولْيسعْك بيتُك، وابك على خطيئتك”، وكذلك فعل أهل الكهف حين انغمس قومهم في الضلال والكفر اعتزلوهم، وذهبوا إلى الكهف فنجاهم الله من الفتنة.

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالجهر في الدعوة إليه، وعدم السكوت عن الباطل؛ فالمؤمن الحق هو من ينشر دعوة الله بين قومه وأهله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ولنا في أهل الكهف القدوة الحسنة، حين قالوا لقومهم أنهم لن يتخذوا إلهًا من دون الله.

أخذ الحذر والاحتياط والتفكير في كل خطوة بتأني قبل فعلها، حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، فالتأني في التفكير من سمات العبد الصالح، فمثال على ذلك أهل الكهف حين استيقظوا من نومهم وكانوا في غاية الجوع، لم يذهبوا كلهم لشراء الطعام، بل قاموا بإرسال واحد منهم فقط.

وجاءت الغاية من إرسال نفر واحد، أنه إذا كٌشف أمره سيكون من السهل الهروب والتخفي عن الأعين، كما أوصوا صاحبهم أن يكون لينًا في الحديث مع البائع، وأن يختصر في كلامه حتى لا ينكشف أمرهم.

لابد من التأمل في القصص القرآنية التي يقصها الله عز وجل، وأن نأخذ العظات والعبر منها، ولا نمر عليها مرور الكرام بحجة الاستمتاع والتسلية.

 فحين ذكر الله تعالى لنا قصة أهل الكهف، كان بعثهم وإحيائهم بعد كل تلك المدة دليل من الله على حقيقة يوم القيامة، قال تعالى: “وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها”.

هناك تدبر قرآني آخر نخرج به من قصة أهل الكهف، وهو أن التركيز في التفاصيل التي لا قيمة لها ضياع لوقت المسلم، ولابد أن يركز على المعلومات التي تقدم فائدة، ولا يكرس وقته وجهده لمعرفة أشياء لا تنفعه ولا تضره.

فمثلا عند ذكر قصة أهل الكهف، يتساءل بعض الناس: كم عدد الفتية؟ ما هي أسمائهم؟ ما سنهم الحقيقي؟ ماذا كانوا يعملون؟ وكلها أسئلة لا طائل من ورائها، فلا يجب التركيز على مثل تلك الأشياء.

تقديم مشيئة الله قبل كل شيء، مهما يكن الأمر قريب الحدوث، أمر واجب على كل مسلم، فلا يقول المؤمن أنه سيفعل شيئًا ما غدًا دون أن يسبقه بجملة “إن شاء الله”.

أخطاء في القصة المذكورة:
على أساس أقفلت الكهف بصخرة فكيف ستدخل الشمس حسب ما ذكرتم في القصة؟؟؟
وكيف ان الفتية اغتنموا سفر الملك بينما هو ذهب صباحا مع اتباعه بحثا عنهم الى حين وصوله الى الكهف ؟!!!!!!!!!؟

التعليقات مغلقة

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.


تمت الكتابة بواسطة:
د. نورهان محمود

آخر تحديث:
منذ 6 سنوات
منذ 4 سنوات

فهرس المقال

ذكر الله تعالى لنا في القرآن أن قصة أهل الكهف من أعظم القصص، والتي تمتلئ بالآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وكيف أستطاع مجموعة من الشبان التمسك بدينهم وعقيدتهم ضد الكفر والطغيان، تأخذنا القصة لنغوص في بحر أحداثها ونتعلم الكثير منها.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

كان هناك ملك يعبد الأصنام، وينظم المواكب للمعابد لزيارة تلك الأصنام وتقديم القربان لها، وكان هناك مجموعة من الفتيان في موكب الملك ومن أتباعه، قد تمردوا سرًا على عبادة الأصنام، وكانوا يؤمنون بالله وحده لا شريك له.

كانت الفتية يتقابلون سرًا في منزل أحدهم، ليعبدوا الله سبحانه وتعالي ويقيمون الصلاة، فبالرغم من أنهم شباب وليسوا شيوخًا، ومع ذلك رفضوا حياة الترف التي كانوا يعيشونها مع الكفر، وفضلوا الحياة الآخرة، ليخلد الله ذكراهم في القرآن الكريم.

علم أحد سكان المدينة بأمرهم فذهب إليهم وسألهم عما يفعلون؛ فأخبروه أنهم تركوا عبادة الأصنام، وأسلموا لله تعالى، يقول الله تعالى “وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا”.

ذهب ذلك الرجل إلى الملك، وأخبره بقصة الفتية، وكيف أنهم تكبروا على الآلهة التي يعبدونها، فغضب الملك غضبًا شديدًا، وأمر أتباعه باستدعاء أولئك الفتية لمقابلته.

قابل الملك الفتية المؤمنين، وهددهم بالتعذيب والقتل إن لم يتراجعوا عما يفعلون، وأخبرهم أن ما يمنعه من قتلهم على الفور أنهم شباب صغار، لم يدركوا الأمور على حقيقتها، وسيعطيهم فرصة للتفكير.

لم تؤثر تلك التهديدات في نفوس الفتية الصغار، بل زادت من إصرارهم على الإسلام والإيمان، واتفقوا على الهروب من المدينة ليلًا.

لم يجلس الفتية في مكانهم، ولم يستسلموا للشرك، ولم يرضوا بعبادة إله دون الله عز وجل، فقد فضلوا الهروب على الجلوس في أماكنهم، فضلوا الهروب إلى كهف مظلم بدلاً من المكوث في مدينة زاهرة بالخيرات والنعم ولكن أهلها مشركين.

اغتنم الفتية فرصة عدم تواجد الملك وسفره خارج البلاد، واتفقوا على ميعاد معين يتقابلون فيه بالليل حتى يتمكنوا من الهروب دون أن يلحظ أحد من سكان المدينة شيئًا.

وعندما جاء الميعاد وتقابلوا، أخذوا يسيرون على أطراف أقدامهم حتى لا ينكشف أمرهم ويقبض أتباع الملك عليهم.

وإذا بكلب أحدهم يسير ورائهم؛ خاف الفتية أن يفضحهم الكلب بنباحه فطردوه، ليعود إلى المدينة، ولكنه أصر أن يسير ورائهم فحينما لم يجدوا فائدة من طرده تركوه خلفهم.

توجه الفتية إلى الله بالدعاء كي يرحمهم، وينجيهم من القوم الكافرين وقالوا “رَبَّنَا ءَاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا “.

وسار الفتية في طريقهم، حتى وجدوا كهفًا فرأوا أن يستريحوا فيه فجلسوا، وأكلوا بعض الثمار وشربوا الماء، ثم أحسوا بالتعب من السير طوال الليل، فغفلت أعينهم وناموا في سبات عميق.

في الصباح شاع أمر هروب الفتية في المدينة بأكملها، وعلم الملك بذلك فخرج في موكب له للبحث عن أولئك الفتية، الذين عصوا أمره فليعذبهم على ما فعلوه.

أخذ الملك يبحث عنهم ويتتبع آثارهم حتى وصل إلى الكهف الذي دخلوا إليه فلما رأى أن ضوء الشمس لا ينفذ بداخل الكهف أمر أتباعه بدخول الكهف لمعرفة إذا كانوا بالداخل أم لا؟

خاف أتباع الملك من دخول الكهف المظلم، واقترحوا عليه فكرة أعجبت الملك كثيرًا؛ فقد سألوه: أتريد قتلهم؟ فأجابهم بنعم، قالوا: فلتغلق عليهم ذلك الكهف بحجارة كبيرة، وبذلك سيموتون بداخله من الجوع والعطش وبالفعل فعل الملك ذلك.

مرت الأيام والسنين والفتية ما زالوا نائمين لم يستيقظوا، وهنا تتجلى قدرة الله عز وجل ويقول في كتابه “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ” حيث تطلع الشمس وتغيب، وهم ما زالوا نيامًا، يرعاهم الله بقدرته وجلاله.

وتتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى، فيبقي أعينهم مفتوحة طوال تلك المدة؛ لأنها إذا بقيت مغلقة ستتأذى، كما يقلبهم الله بقدرته؛ حتى لا يصيب أجسادهم القرح والتآكل من طول مدة الاستلقاء والنوم.

وحان أمر الله برجوع أرواحهم إليهم؛ ليستيقظوا من نومهم بعد مرور ثلاثمائة وتسع سنوات، لما عاد إليهم وعيهم أخذوا يتساءلون يا ترى كم لبثنا في ذلك الكهف، فرأى أحدهم أنهم لبثوا ليلة، ورأى الآخر أنها أكثر من ليلة، ثم قالوا “رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ”.

شعر الفتية بالجوع الشديد، فأخرجوا قطعة نقود فضية، ثم طلبوا من أحدهم أن يخرج من الكهف؛ ليشتري لهم بعض الطعام من سوق المدينة، ولكن أوصوه بأن يمشي متخفيًا حتى لا يتعرف عليه أحد، ويستدلون على مكانهم ويقتلونهم.

حاول الفتى الخروج من الكهف؛ فوجد بقايا الحجر الذي بناه الملك فهدمه، ثم خرج وتعجب أشد العجب، عندما رأى شوارع غير الشوارع التي ألفها وبيوتًا غير البيوت التي تعود عليها، وأناسًا لم يقابلهم من قبل.

رأى اختلافًا كبيرًا في أشكال الناس، وملابسهم ومنازلهم وطرقاتهم فتساءل متعجبًا: كيف حدث كل ذلك التغيير في ليلة واحدة فقط؟!

لم يكن هو وحده متعجبًا، بل تعجب أصحاب المدينة من منظره، ومن ملابسه التي ترجع إلى أزمان ماضية، وهيئته التي تختلف عن هيئتهم كثيرًا؛ فلفت أنظار كل المارة في الشوارع، مما أوجس الخوف في قلبه أن يعلم الملك بمكانه فيقتله.

وعندما وصل الفتى إلى السوق، وطلب من البائع الطعام، وأخرج له القطعة النقدية، نظر إليها البائع بتعجب شديد وقال له: ما هذا؟؟ أجابه الفتى إنها قطعة نقدية ثمنًا لذلك الطعام.

أخبره البائع أنها قطعة نقدية غريبة الشكل، وغير مألوفة، ويبدو عليها أنها ترجع إلى العصور القديمة، تعجب الفتى كثيرًا وسأله كيف هذا وقد كان يتعامل بها بالأمس.

قال له البائع أنه سيأخذه إلى الشرطي، فتلك النقود قديمة جدًا ويجب تسليمها إلى الشرطة؛ خاف الفتى وتوسل للبائع أن يتركه وشأنه، ولكن البائع أبى وأصر أن يصطحب الفتى إلى الشرطي.

نظر الشرطي إلى قطعة النقود، وقال إنها ترجع إلى عصر الملك منذ 309 عام، وهي قطعة نقود نادرة جدًا، لا يمتلكها أي أحد في ذلك الزمن، وأخذ الشرطي يسأله عن أسماء أهله وجيرانه، فلما أخبره الفتى بأسمائهم قال الشرطي أنه لا وجود لتلك الأشخاص في ذلك الوقت.

أخذ الشرطي الفتي إلى الملك، وكان الملك في ذلك الوقت ملكًا عادلاً يختلف كثيرًا عن الملك الكافر الظالم الذي هرب منه الفتية، فلما قص عليه الفتى قصته هو وأصحابه، أصر الملك أن يذهب ويرى أصحابه ويسمع منهم قصتهم، فطلب منه الفتى أن يذهب قبله ليخبرهم، ويستعدوا للقاء الملك.

ذهب الفتى مسرعًا إلى أصحابه في الكهف، فلما تساءلوا عن الطعام قال لهم: دعكم الآن من الطعام، وأخبروني كم لبثتم في ذلك الكهف، فقالوا ليلة أو أكثر غالبًا، رد عليهم أنهم لبثوا ثلاثمائة وتسعة أعوامًا في النوم.

أخبر الفتى أصحابه بما رآه في المدينة، وكيف تغيرت، وكيف قابل الملك الجديد الذي يريد رؤيتهم، وحينما أدرك الفتية أن بلادهم لم تعد كما كانت، ولم يعد هناك الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، حزنوا كثيرًا.

علم الفتية أن الحياة ستكون صعبة، فطلبوا من الله ورفعوا أيديهم بالدعاء أن يقبض أرواحهم، وبالفعل استجاب الله لهم وماتوا في كهفهم.

دخل الملك وموكبه على الفتية في الكهف، فوجدهم قد ماتوا وحدثت الخلافات حول قصتهم، وكيف أنهم قد ناموا كل تلك الفترة، فآمن بعض الناس أن تلك معجزة من الله وقالوا “رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ”.

ثم تشاور بعض القوم وقرروا بناء مسجد في ذلك المكان “قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا”.

ثم يشير القرآن الكريم عن عددهم، بأن بعض الناس كانوا يظنون أنهم ثلاثة ومعهم كلبهم، وآخرين يظنون أنهم كانوا أربعة ومعهم كلبهم، ليخبرنا القرآن الكريم” قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ”.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

إذا تأملنا في قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن؛ فإننا سنخرج بالعديد من الدروس والتأملات التربوية، ونذكر منها:

عند انتشار الفتن فخير ما يفعله المؤمن، الابتعاد عن مواضع الفتن والانعزال؛ حتى لا يصاب بالتضليل وتزعزع العقائد والمبادئ، وخير مثال على ذلك في زمن المسيح الدجال لن يستطيع الناس اجتناب فتنته، إلا بالعزلة التامة عنه والابتعاد.

وكذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يخاطب عقبة بن عامر قائلًا “يا عقبة أمسك عليك لسانك، ولْيسعْك بيتُك، وابك على خطيئتك”، وكذلك فعل أهل الكهف حين انغمس قومهم في الضلال والكفر اعتزلوهم، وذهبوا إلى الكهف فنجاهم الله من الفتنة.

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالجهر في الدعوة إليه، وعدم السكوت عن الباطل؛ فالمؤمن الحق هو من ينشر دعوة الله بين قومه وأهله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ولنا في أهل الكهف القدوة الحسنة، حين قالوا لقومهم أنهم لن يتخذوا إلهًا من دون الله.

أخذ الحذر والاحتياط والتفكير في كل خطوة بتأني قبل فعلها، حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، فالتأني في التفكير من سمات العبد الصالح، فمثال على ذلك أهل الكهف حين استيقظوا من نومهم وكانوا في غاية الجوع، لم يذهبوا كلهم لشراء الطعام، بل قاموا بإرسال واحد منهم فقط.

وجاءت الغاية من إرسال نفر واحد، أنه إذا كٌشف أمره سيكون من السهل الهروب والتخفي عن الأعين، كما أوصوا صاحبهم أن يكون لينًا في الحديث مع البائع، وأن يختصر في كلامه حتى لا ينكشف أمرهم.

لابد من التأمل في القصص القرآنية التي يقصها الله عز وجل، وأن نأخذ العظات والعبر منها، ولا نمر عليها مرور الكرام بحجة الاستمتاع والتسلية.

 فحين ذكر الله تعالى لنا قصة أهل الكهف، كان بعثهم وإحيائهم بعد كل تلك المدة دليل من الله على حقيقة يوم القيامة، قال تعالى: “وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها”.

هناك تدبر قرآني آخر نخرج به من قصة أهل الكهف، وهو أن التركيز في التفاصيل التي لا قيمة لها ضياع لوقت المسلم، ولابد أن يركز على المعلومات التي تقدم فائدة، ولا يكرس وقته وجهده لمعرفة أشياء لا تنفعه ولا تضره.

فمثلا عند ذكر قصة أهل الكهف، يتساءل بعض الناس: كم عدد الفتية؟ ما هي أسمائهم؟ ما سنهم الحقيقي؟ ماذا كانوا يعملون؟ وكلها أسئلة لا طائل من ورائها، فلا يجب التركيز على مثل تلك الأشياء.

تقديم مشيئة الله قبل كل شيء، مهما يكن الأمر قريب الحدوث، أمر واجب على كل مسلم، فلا يقول المؤمن أنه سيفعل شيئًا ما غدًا دون أن يسبقه بجملة “إن شاء الله”.

أخطاء في القصة المذكورة:
على أساس أقفلت الكهف بصخرة فكيف ستدخل الشمس حسب ما ذكرتم في القصة؟؟؟
وكيف ان الفتية اغتنموا سفر الملك بينما هو ذهب صباحا مع اتباعه بحثا عنهم الى حين وصوله الى الكهف ؟!!!!!!!!!؟

التعليقات مغلقة

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.


تمت الكتابة بواسطة:
د. نورهان محمود

آخر تحديث:
منذ 6 سنوات
منذ 4 سنوات

فهرس المقال

ذكر الله تعالى لنا في القرآن أن قصة أهل الكهف من أعظم القصص، والتي تمتلئ بالآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وكيف أستطاع مجموعة من الشبان التمسك بدينهم وعقيدتهم ضد الكفر والطغيان، تأخذنا القصة لنغوص في بحر أحداثها ونتعلم الكثير منها.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

كان هناك ملك يعبد الأصنام، وينظم المواكب للمعابد لزيارة تلك الأصنام وتقديم القربان لها، وكان هناك مجموعة من الفتيان في موكب الملك ومن أتباعه، قد تمردوا سرًا على عبادة الأصنام، وكانوا يؤمنون بالله وحده لا شريك له.

كانت الفتية يتقابلون سرًا في منزل أحدهم، ليعبدوا الله سبحانه وتعالي ويقيمون الصلاة، فبالرغم من أنهم شباب وليسوا شيوخًا، ومع ذلك رفضوا حياة الترف التي كانوا يعيشونها مع الكفر، وفضلوا الحياة الآخرة، ليخلد الله ذكراهم في القرآن الكريم.

علم أحد سكان المدينة بأمرهم فذهب إليهم وسألهم عما يفعلون؛ فأخبروه أنهم تركوا عبادة الأصنام، وأسلموا لله تعالى، يقول الله تعالى “وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا”.

ذهب ذلك الرجل إلى الملك، وأخبره بقصة الفتية، وكيف أنهم تكبروا على الآلهة التي يعبدونها، فغضب الملك غضبًا شديدًا، وأمر أتباعه باستدعاء أولئك الفتية لمقابلته.

قابل الملك الفتية المؤمنين، وهددهم بالتعذيب والقتل إن لم يتراجعوا عما يفعلون، وأخبرهم أن ما يمنعه من قتلهم على الفور أنهم شباب صغار، لم يدركوا الأمور على حقيقتها، وسيعطيهم فرصة للتفكير.

لم تؤثر تلك التهديدات في نفوس الفتية الصغار، بل زادت من إصرارهم على الإسلام والإيمان، واتفقوا على الهروب من المدينة ليلًا.

لم يجلس الفتية في مكانهم، ولم يستسلموا للشرك، ولم يرضوا بعبادة إله دون الله عز وجل، فقد فضلوا الهروب على الجلوس في أماكنهم، فضلوا الهروب إلى كهف مظلم بدلاً من المكوث في مدينة زاهرة بالخيرات والنعم ولكن أهلها مشركين.

اغتنم الفتية فرصة عدم تواجد الملك وسفره خارج البلاد، واتفقوا على ميعاد معين يتقابلون فيه بالليل حتى يتمكنوا من الهروب دون أن يلحظ أحد من سكان المدينة شيئًا.

وعندما جاء الميعاد وتقابلوا، أخذوا يسيرون على أطراف أقدامهم حتى لا ينكشف أمرهم ويقبض أتباع الملك عليهم.

وإذا بكلب أحدهم يسير ورائهم؛ خاف الفتية أن يفضحهم الكلب بنباحه فطردوه، ليعود إلى المدينة، ولكنه أصر أن يسير ورائهم فحينما لم يجدوا فائدة من طرده تركوه خلفهم.

توجه الفتية إلى الله بالدعاء كي يرحمهم، وينجيهم من القوم الكافرين وقالوا “رَبَّنَا ءَاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا “.

وسار الفتية في طريقهم، حتى وجدوا كهفًا فرأوا أن يستريحوا فيه فجلسوا، وأكلوا بعض الثمار وشربوا الماء، ثم أحسوا بالتعب من السير طوال الليل، فغفلت أعينهم وناموا في سبات عميق.

في الصباح شاع أمر هروب الفتية في المدينة بأكملها، وعلم الملك بذلك فخرج في موكب له للبحث عن أولئك الفتية، الذين عصوا أمره فليعذبهم على ما فعلوه.

أخذ الملك يبحث عنهم ويتتبع آثارهم حتى وصل إلى الكهف الذي دخلوا إليه فلما رأى أن ضوء الشمس لا ينفذ بداخل الكهف أمر أتباعه بدخول الكهف لمعرفة إذا كانوا بالداخل أم لا؟

خاف أتباع الملك من دخول الكهف المظلم، واقترحوا عليه فكرة أعجبت الملك كثيرًا؛ فقد سألوه: أتريد قتلهم؟ فأجابهم بنعم، قالوا: فلتغلق عليهم ذلك الكهف بحجارة كبيرة، وبذلك سيموتون بداخله من الجوع والعطش وبالفعل فعل الملك ذلك.

مرت الأيام والسنين والفتية ما زالوا نائمين لم يستيقظوا، وهنا تتجلى قدرة الله عز وجل ويقول في كتابه “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ” حيث تطلع الشمس وتغيب، وهم ما زالوا نيامًا، يرعاهم الله بقدرته وجلاله.

وتتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى، فيبقي أعينهم مفتوحة طوال تلك المدة؛ لأنها إذا بقيت مغلقة ستتأذى، كما يقلبهم الله بقدرته؛ حتى لا يصيب أجسادهم القرح والتآكل من طول مدة الاستلقاء والنوم.

وحان أمر الله برجوع أرواحهم إليهم؛ ليستيقظوا من نومهم بعد مرور ثلاثمائة وتسع سنوات، لما عاد إليهم وعيهم أخذوا يتساءلون يا ترى كم لبثنا في ذلك الكهف، فرأى أحدهم أنهم لبثوا ليلة، ورأى الآخر أنها أكثر من ليلة، ثم قالوا “رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ”.

شعر الفتية بالجوع الشديد، فأخرجوا قطعة نقود فضية، ثم طلبوا من أحدهم أن يخرج من الكهف؛ ليشتري لهم بعض الطعام من سوق المدينة، ولكن أوصوه بأن يمشي متخفيًا حتى لا يتعرف عليه أحد، ويستدلون على مكانهم ويقتلونهم.

حاول الفتى الخروج من الكهف؛ فوجد بقايا الحجر الذي بناه الملك فهدمه، ثم خرج وتعجب أشد العجب، عندما رأى شوارع غير الشوارع التي ألفها وبيوتًا غير البيوت التي تعود عليها، وأناسًا لم يقابلهم من قبل.

رأى اختلافًا كبيرًا في أشكال الناس، وملابسهم ومنازلهم وطرقاتهم فتساءل متعجبًا: كيف حدث كل ذلك التغيير في ليلة واحدة فقط؟!

لم يكن هو وحده متعجبًا، بل تعجب أصحاب المدينة من منظره، ومن ملابسه التي ترجع إلى أزمان ماضية، وهيئته التي تختلف عن هيئتهم كثيرًا؛ فلفت أنظار كل المارة في الشوارع، مما أوجس الخوف في قلبه أن يعلم الملك بمكانه فيقتله.

وعندما وصل الفتى إلى السوق، وطلب من البائع الطعام، وأخرج له القطعة النقدية، نظر إليها البائع بتعجب شديد وقال له: ما هذا؟؟ أجابه الفتى إنها قطعة نقدية ثمنًا لذلك الطعام.

أخبره البائع أنها قطعة نقدية غريبة الشكل، وغير مألوفة، ويبدو عليها أنها ترجع إلى العصور القديمة، تعجب الفتى كثيرًا وسأله كيف هذا وقد كان يتعامل بها بالأمس.

قال له البائع أنه سيأخذه إلى الشرطي، فتلك النقود قديمة جدًا ويجب تسليمها إلى الشرطة؛ خاف الفتى وتوسل للبائع أن يتركه وشأنه، ولكن البائع أبى وأصر أن يصطحب الفتى إلى الشرطي.

نظر الشرطي إلى قطعة النقود، وقال إنها ترجع إلى عصر الملك منذ 309 عام، وهي قطعة نقود نادرة جدًا، لا يمتلكها أي أحد في ذلك الزمن، وأخذ الشرطي يسأله عن أسماء أهله وجيرانه، فلما أخبره الفتى بأسمائهم قال الشرطي أنه لا وجود لتلك الأشخاص في ذلك الوقت.

أخذ الشرطي الفتي إلى الملك، وكان الملك في ذلك الوقت ملكًا عادلاً يختلف كثيرًا عن الملك الكافر الظالم الذي هرب منه الفتية، فلما قص عليه الفتى قصته هو وأصحابه، أصر الملك أن يذهب ويرى أصحابه ويسمع منهم قصتهم، فطلب منه الفتى أن يذهب قبله ليخبرهم، ويستعدوا للقاء الملك.

ذهب الفتى مسرعًا إلى أصحابه في الكهف، فلما تساءلوا عن الطعام قال لهم: دعكم الآن من الطعام، وأخبروني كم لبثتم في ذلك الكهف، فقالوا ليلة أو أكثر غالبًا، رد عليهم أنهم لبثوا ثلاثمائة وتسعة أعوامًا في النوم.

أخبر الفتى أصحابه بما رآه في المدينة، وكيف تغيرت، وكيف قابل الملك الجديد الذي يريد رؤيتهم، وحينما أدرك الفتية أن بلادهم لم تعد كما كانت، ولم يعد هناك الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، حزنوا كثيرًا.

علم الفتية أن الحياة ستكون صعبة، فطلبوا من الله ورفعوا أيديهم بالدعاء أن يقبض أرواحهم، وبالفعل استجاب الله لهم وماتوا في كهفهم.

دخل الملك وموكبه على الفتية في الكهف، فوجدهم قد ماتوا وحدثت الخلافات حول قصتهم، وكيف أنهم قد ناموا كل تلك الفترة، فآمن بعض الناس أن تلك معجزة من الله وقالوا “رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ”.

ثم تشاور بعض القوم وقرروا بناء مسجد في ذلك المكان “قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا”.

ثم يشير القرآن الكريم عن عددهم، بأن بعض الناس كانوا يظنون أنهم ثلاثة ومعهم كلبهم، وآخرين يظنون أنهم كانوا أربعة ومعهم كلبهم، ليخبرنا القرآن الكريم” قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ”.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

إذا تأملنا في قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن؛ فإننا سنخرج بالعديد من الدروس والتأملات التربوية، ونذكر منها:

عند انتشار الفتن فخير ما يفعله المؤمن، الابتعاد عن مواضع الفتن والانعزال؛ حتى لا يصاب بالتضليل وتزعزع العقائد والمبادئ، وخير مثال على ذلك في زمن المسيح الدجال لن يستطيع الناس اجتناب فتنته، إلا بالعزلة التامة عنه والابتعاد.

وكذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يخاطب عقبة بن عامر قائلًا “يا عقبة أمسك عليك لسانك، ولْيسعْك بيتُك، وابك على خطيئتك”، وكذلك فعل أهل الكهف حين انغمس قومهم في الضلال والكفر اعتزلوهم، وذهبوا إلى الكهف فنجاهم الله من الفتنة.

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالجهر في الدعوة إليه، وعدم السكوت عن الباطل؛ فالمؤمن الحق هو من ينشر دعوة الله بين قومه وأهله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ولنا في أهل الكهف القدوة الحسنة، حين قالوا لقومهم أنهم لن يتخذوا إلهًا من دون الله.

أخذ الحذر والاحتياط والتفكير في كل خطوة بتأني قبل فعلها، حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، فالتأني في التفكير من سمات العبد الصالح، فمثال على ذلك أهل الكهف حين استيقظوا من نومهم وكانوا في غاية الجوع، لم يذهبوا كلهم لشراء الطعام، بل قاموا بإرسال واحد منهم فقط.

وجاءت الغاية من إرسال نفر واحد، أنه إذا كٌشف أمره سيكون من السهل الهروب والتخفي عن الأعين، كما أوصوا صاحبهم أن يكون لينًا في الحديث مع البائع، وأن يختصر في كلامه حتى لا ينكشف أمرهم.

لابد من التأمل في القصص القرآنية التي يقصها الله عز وجل، وأن نأخذ العظات والعبر منها، ولا نمر عليها مرور الكرام بحجة الاستمتاع والتسلية.

 فحين ذكر الله تعالى لنا قصة أهل الكهف، كان بعثهم وإحيائهم بعد كل تلك المدة دليل من الله على حقيقة يوم القيامة، قال تعالى: “وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها”.

هناك تدبر قرآني آخر نخرج به من قصة أهل الكهف، وهو أن التركيز في التفاصيل التي لا قيمة لها ضياع لوقت المسلم، ولابد أن يركز على المعلومات التي تقدم فائدة، ولا يكرس وقته وجهده لمعرفة أشياء لا تنفعه ولا تضره.

فمثلا عند ذكر قصة أهل الكهف، يتساءل بعض الناس: كم عدد الفتية؟ ما هي أسمائهم؟ ما سنهم الحقيقي؟ ماذا كانوا يعملون؟ وكلها أسئلة لا طائل من ورائها، فلا يجب التركيز على مثل تلك الأشياء.

تقديم مشيئة الله قبل كل شيء، مهما يكن الأمر قريب الحدوث، أمر واجب على كل مسلم، فلا يقول المؤمن أنه سيفعل شيئًا ما غدًا دون أن يسبقه بجملة “إن شاء الله”.

أخطاء في القصة المذكورة:
على أساس أقفلت الكهف بصخرة فكيف ستدخل الشمس حسب ما ذكرتم في القصة؟؟؟
وكيف ان الفتية اغتنموا سفر الملك بينما هو ذهب صباحا مع اتباعه بحثا عنهم الى حين وصوله الى الكهف ؟!!!!!!!!!؟

التعليقات مغلقة

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.


تمت الكتابة بواسطة:
د. نورهان محمود

آخر تحديث:
منذ 6 سنوات
منذ 4 سنوات

فهرس المقال

ذكر الله تعالى لنا في القرآن أن قصة أهل الكهف من أعظم القصص، والتي تمتلئ بالآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وكيف أستطاع مجموعة من الشبان التمسك بدينهم وعقيدتهم ضد الكفر والطغيان، تأخذنا القصة لنغوص في بحر أحداثها ونتعلم الكثير منها.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

كان هناك ملك يعبد الأصنام، وينظم المواكب للمعابد لزيارة تلك الأصنام وتقديم القربان لها، وكان هناك مجموعة من الفتيان في موكب الملك ومن أتباعه، قد تمردوا سرًا على عبادة الأصنام، وكانوا يؤمنون بالله وحده لا شريك له.

كانت الفتية يتقابلون سرًا في منزل أحدهم، ليعبدوا الله سبحانه وتعالي ويقيمون الصلاة، فبالرغم من أنهم شباب وليسوا شيوخًا، ومع ذلك رفضوا حياة الترف التي كانوا يعيشونها مع الكفر، وفضلوا الحياة الآخرة، ليخلد الله ذكراهم في القرآن الكريم.

علم أحد سكان المدينة بأمرهم فذهب إليهم وسألهم عما يفعلون؛ فأخبروه أنهم تركوا عبادة الأصنام، وأسلموا لله تعالى، يقول الله تعالى “وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا”.

ذهب ذلك الرجل إلى الملك، وأخبره بقصة الفتية، وكيف أنهم تكبروا على الآلهة التي يعبدونها، فغضب الملك غضبًا شديدًا، وأمر أتباعه باستدعاء أولئك الفتية لمقابلته.

قابل الملك الفتية المؤمنين، وهددهم بالتعذيب والقتل إن لم يتراجعوا عما يفعلون، وأخبرهم أن ما يمنعه من قتلهم على الفور أنهم شباب صغار، لم يدركوا الأمور على حقيقتها، وسيعطيهم فرصة للتفكير.

لم تؤثر تلك التهديدات في نفوس الفتية الصغار، بل زادت من إصرارهم على الإسلام والإيمان، واتفقوا على الهروب من المدينة ليلًا.

لم يجلس الفتية في مكانهم، ولم يستسلموا للشرك، ولم يرضوا بعبادة إله دون الله عز وجل، فقد فضلوا الهروب على الجلوس في أماكنهم، فضلوا الهروب إلى كهف مظلم بدلاً من المكوث في مدينة زاهرة بالخيرات والنعم ولكن أهلها مشركين.

اغتنم الفتية فرصة عدم تواجد الملك وسفره خارج البلاد، واتفقوا على ميعاد معين يتقابلون فيه بالليل حتى يتمكنوا من الهروب دون أن يلحظ أحد من سكان المدينة شيئًا.

وعندما جاء الميعاد وتقابلوا، أخذوا يسيرون على أطراف أقدامهم حتى لا ينكشف أمرهم ويقبض أتباع الملك عليهم.

وإذا بكلب أحدهم يسير ورائهم؛ خاف الفتية أن يفضحهم الكلب بنباحه فطردوه، ليعود إلى المدينة، ولكنه أصر أن يسير ورائهم فحينما لم يجدوا فائدة من طرده تركوه خلفهم.

توجه الفتية إلى الله بالدعاء كي يرحمهم، وينجيهم من القوم الكافرين وقالوا “رَبَّنَا ءَاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا “.

وسار الفتية في طريقهم، حتى وجدوا كهفًا فرأوا أن يستريحوا فيه فجلسوا، وأكلوا بعض الثمار وشربوا الماء، ثم أحسوا بالتعب من السير طوال الليل، فغفلت أعينهم وناموا في سبات عميق.

في الصباح شاع أمر هروب الفتية في المدينة بأكملها، وعلم الملك بذلك فخرج في موكب له للبحث عن أولئك الفتية، الذين عصوا أمره فليعذبهم على ما فعلوه.

أخذ الملك يبحث عنهم ويتتبع آثارهم حتى وصل إلى الكهف الذي دخلوا إليه فلما رأى أن ضوء الشمس لا ينفذ بداخل الكهف أمر أتباعه بدخول الكهف لمعرفة إذا كانوا بالداخل أم لا؟

خاف أتباع الملك من دخول الكهف المظلم، واقترحوا عليه فكرة أعجبت الملك كثيرًا؛ فقد سألوه: أتريد قتلهم؟ فأجابهم بنعم، قالوا: فلتغلق عليهم ذلك الكهف بحجارة كبيرة، وبذلك سيموتون بداخله من الجوع والعطش وبالفعل فعل الملك ذلك.

مرت الأيام والسنين والفتية ما زالوا نائمين لم يستيقظوا، وهنا تتجلى قدرة الله عز وجل ويقول في كتابه “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ” حيث تطلع الشمس وتغيب، وهم ما زالوا نيامًا، يرعاهم الله بقدرته وجلاله.

وتتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى، فيبقي أعينهم مفتوحة طوال تلك المدة؛ لأنها إذا بقيت مغلقة ستتأذى، كما يقلبهم الله بقدرته؛ حتى لا يصيب أجسادهم القرح والتآكل من طول مدة الاستلقاء والنوم.

وحان أمر الله برجوع أرواحهم إليهم؛ ليستيقظوا من نومهم بعد مرور ثلاثمائة وتسع سنوات، لما عاد إليهم وعيهم أخذوا يتساءلون يا ترى كم لبثنا في ذلك الكهف، فرأى أحدهم أنهم لبثوا ليلة، ورأى الآخر أنها أكثر من ليلة، ثم قالوا “رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ”.

شعر الفتية بالجوع الشديد، فأخرجوا قطعة نقود فضية، ثم طلبوا من أحدهم أن يخرج من الكهف؛ ليشتري لهم بعض الطعام من سوق المدينة، ولكن أوصوه بأن يمشي متخفيًا حتى لا يتعرف عليه أحد، ويستدلون على مكانهم ويقتلونهم.

حاول الفتى الخروج من الكهف؛ فوجد بقايا الحجر الذي بناه الملك فهدمه، ثم خرج وتعجب أشد العجب، عندما رأى شوارع غير الشوارع التي ألفها وبيوتًا غير البيوت التي تعود عليها، وأناسًا لم يقابلهم من قبل.

رأى اختلافًا كبيرًا في أشكال الناس، وملابسهم ومنازلهم وطرقاتهم فتساءل متعجبًا: كيف حدث كل ذلك التغيير في ليلة واحدة فقط؟!

لم يكن هو وحده متعجبًا، بل تعجب أصحاب المدينة من منظره، ومن ملابسه التي ترجع إلى أزمان ماضية، وهيئته التي تختلف عن هيئتهم كثيرًا؛ فلفت أنظار كل المارة في الشوارع، مما أوجس الخوف في قلبه أن يعلم الملك بمكانه فيقتله.

وعندما وصل الفتى إلى السوق، وطلب من البائع الطعام، وأخرج له القطعة النقدية، نظر إليها البائع بتعجب شديد وقال له: ما هذا؟؟ أجابه الفتى إنها قطعة نقدية ثمنًا لذلك الطعام.

أخبره البائع أنها قطعة نقدية غريبة الشكل، وغير مألوفة، ويبدو عليها أنها ترجع إلى العصور القديمة، تعجب الفتى كثيرًا وسأله كيف هذا وقد كان يتعامل بها بالأمس.

قال له البائع أنه سيأخذه إلى الشرطي، فتلك النقود قديمة جدًا ويجب تسليمها إلى الشرطة؛ خاف الفتى وتوسل للبائع أن يتركه وشأنه، ولكن البائع أبى وأصر أن يصطحب الفتى إلى الشرطي.

نظر الشرطي إلى قطعة النقود، وقال إنها ترجع إلى عصر الملك منذ 309 عام، وهي قطعة نقود نادرة جدًا، لا يمتلكها أي أحد في ذلك الزمن، وأخذ الشرطي يسأله عن أسماء أهله وجيرانه، فلما أخبره الفتى بأسمائهم قال الشرطي أنه لا وجود لتلك الأشخاص في ذلك الوقت.

أخذ الشرطي الفتي إلى الملك، وكان الملك في ذلك الوقت ملكًا عادلاً يختلف كثيرًا عن الملك الكافر الظالم الذي هرب منه الفتية، فلما قص عليه الفتى قصته هو وأصحابه، أصر الملك أن يذهب ويرى أصحابه ويسمع منهم قصتهم، فطلب منه الفتى أن يذهب قبله ليخبرهم، ويستعدوا للقاء الملك.

ذهب الفتى مسرعًا إلى أصحابه في الكهف، فلما تساءلوا عن الطعام قال لهم: دعكم الآن من الطعام، وأخبروني كم لبثتم في ذلك الكهف، فقالوا ليلة أو أكثر غالبًا، رد عليهم أنهم لبثوا ثلاثمائة وتسعة أعوامًا في النوم.

أخبر الفتى أصحابه بما رآه في المدينة، وكيف تغيرت، وكيف قابل الملك الجديد الذي يريد رؤيتهم، وحينما أدرك الفتية أن بلادهم لم تعد كما كانت، ولم يعد هناك الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، حزنوا كثيرًا.

علم الفتية أن الحياة ستكون صعبة، فطلبوا من الله ورفعوا أيديهم بالدعاء أن يقبض أرواحهم، وبالفعل استجاب الله لهم وماتوا في كهفهم.

دخل الملك وموكبه على الفتية في الكهف، فوجدهم قد ماتوا وحدثت الخلافات حول قصتهم، وكيف أنهم قد ناموا كل تلك الفترة، فآمن بعض الناس أن تلك معجزة من الله وقالوا “رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ”.

ثم تشاور بعض القوم وقرروا بناء مسجد في ذلك المكان “قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا”.

ثم يشير القرآن الكريم عن عددهم، بأن بعض الناس كانوا يظنون أنهم ثلاثة ومعهم كلبهم، وآخرين يظنون أنهم كانوا أربعة ومعهم كلبهم، ليخبرنا القرآن الكريم” قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ”.

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

إذا تأملنا في قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن؛ فإننا سنخرج بالعديد من الدروس والتأملات التربوية، ونذكر منها:

عند انتشار الفتن فخير ما يفعله المؤمن، الابتعاد عن مواضع الفتن والانعزال؛ حتى لا يصاب بالتضليل وتزعزع العقائد والمبادئ، وخير مثال على ذلك في زمن المسيح الدجال لن يستطيع الناس اجتناب فتنته، إلا بالعزلة التامة عنه والابتعاد.

وكذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يخاطب عقبة بن عامر قائلًا “يا عقبة أمسك عليك لسانك، ولْيسعْك بيتُك، وابك على خطيئتك”، وكذلك فعل أهل الكهف حين انغمس قومهم في الضلال والكفر اعتزلوهم، وذهبوا إلى الكهف فنجاهم الله من الفتنة.

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالجهر في الدعوة إليه، وعدم السكوت عن الباطل؛ فالمؤمن الحق هو من ينشر دعوة الله بين قومه وأهله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ولنا في أهل الكهف القدوة الحسنة، حين قالوا لقومهم أنهم لن يتخذوا إلهًا من دون الله.

أخذ الحذر والاحتياط والتفكير في كل خطوة بتأني قبل فعلها، حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، فالتأني في التفكير من سمات العبد الصالح، فمثال على ذلك أهل الكهف حين استيقظوا من نومهم وكانوا في غاية الجوع، لم يذهبوا كلهم لشراء الطعام، بل قاموا بإرسال واحد منهم فقط.

وجاءت الغاية من إرسال نفر واحد، أنه إذا كٌشف أمره سيكون من السهل الهروب والتخفي عن الأعين، كما أوصوا صاحبهم أن يكون لينًا في الحديث مع البائع، وأن يختصر في كلامه حتى لا ينكشف أمرهم.

لابد من التأمل في القصص القرآنية التي يقصها الله عز وجل، وأن نأخذ العظات والعبر منها، ولا نمر عليها مرور الكرام بحجة الاستمتاع والتسلية.

 فحين ذكر الله تعالى لنا قصة أهل الكهف، كان بعثهم وإحيائهم بعد كل تلك المدة دليل من الله على حقيقة يوم القيامة، قال تعالى: “وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها”.

هناك تدبر قرآني آخر نخرج به من قصة أهل الكهف، وهو أن التركيز في التفاصيل التي لا قيمة لها ضياع لوقت المسلم، ولابد أن يركز على المعلومات التي تقدم فائدة، ولا يكرس وقته وجهده لمعرفة أشياء لا تنفعه ولا تضره.

فمثلا عند ذكر قصة أهل الكهف، يتساءل بعض الناس: كم عدد الفتية؟ ما هي أسمائهم؟ ما سنهم الحقيقي؟ ماذا كانوا يعملون؟ وكلها أسئلة لا طائل من ورائها، فلا يجب التركيز على مثل تلك الأشياء.

تقديم مشيئة الله قبل كل شيء، مهما يكن الأمر قريب الحدوث، أمر واجب على كل مسلم، فلا يقول المؤمن أنه سيفعل شيئًا ما غدًا دون أن يسبقه بجملة “إن شاء الله”.

أخطاء في القصة المذكورة:
على أساس أقفلت الكهف بصخرة فكيف ستدخل الشمس حسب ما ذكرتم في القصة؟؟؟
وكيف ان الفتية اغتنموا سفر الملك بينما هو ذهب صباحا مع اتباعه بحثا عنهم الى حين وصوله الى الكهف ؟!!!!!!!!!؟

التعليقات مغلقة

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.

جميع الحقوق محفوظة لموقع مجلتك – أونلاين منذ العام 2016 وحتى 2022 – كما نؤكد أن المواد المنشورة في موقع مجلتك هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة المتخصصين حسب حالتك.

ترجع القصة الى زمن بعيد حيث بعض من الرجال آمنوا بالله تعالى ولكنهم كانوا وسط قوم كافرين وملك ظالم وعقب دعوتهم قومهم للإيمان بالله تعرضوا للعديد من الأزمات الكبيرة. أصحاب الكهف هم الفتية الذين آمنوا بالله وتركوا عبادة قومهم عبادة الأوثان وعبدوا الله وحده هكذا يطلق عليهم عند المسلمون ويطلق عليهم عند المسيحيين السبعة النائمون الذين عاشوا في عهد اضطهاد المسيحيين وكان ذلك في ظل حكم. قصة أهل الكهف كاملة باختصار شديد تعرف على أحداث قصة أهل الكهف وقصة الكلب الذي كان مع الفتية وتعرف على نهايتهم منذ لجوؤهم للكهف ومكوثهم به 309 عاما.

قصة اصحاب الكهف باختصار. قصة أصحاب الكهف من البداية إلى النهاية كامله قصة اصحاب الكهفقصة اصحاب الكهف كاملةقصة اصحاب الكهف نبيل. أولي الناس بهذا المثل صاحب المرأة في قصة أصحاب الغار كما في حديث ابن عمر في الصحيحين. قصة اصحاب الفيل باختصار شديد المطلب فقال.

وقد تضمنت هذه السورة قصصا أربعة وهي قصة أصحاب الكهف وقصة صاحب الجنتين وقصة موسى والخضر وقصة ذي القرنين. Mar 03 2021 الكهف آية للمؤمنين. قصة أصحاب الكهف ماهي قصة أصحاب الكهف أما بعد فإن قصة أصحاب الكهف مذكورة بالتفصيل في سورة الكهف وهذا القدر يكفينا كما كفى الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم بإحسان وإن أردت المزيد عن قصتهم فراجع في ذلك تفاسير القرآن. بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

تلخيص قصة أصحاب الكهف. هؤلاء هم أصحاب الرقيم أصحاب الغار الثلاثة كما ورد في حديث النعمان ابن بشير عند أحمد وغيره. دروس تربوية من قصة أصحاب الكهف.

الكهف آية للمؤمنين أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا الكهف9 نصر الله الفتية المؤمنين السابقين للبعثة النبوية الخاتمة. موضوع عن تاريخ أصحاب الكهوف هو أحد الموضوعات الإسلامية التي تتحدث عن قصة مركزية من قصص سورة الكهف وهي إحدى قصص القرآن التي وردت في القرآن الكريم والتي ذكرها الله تعالى. تعد سورة الكهف من السور المكية وهي من السور التي نزلت جملة يبلغ عدد آياتها 110 آية ويعود سبب تسميتها إلى ما تضمنته من حديث عن أصحاب الكهف الذين فروا بدينهم من ظلم ملكهم ولسورة الكهف فضل كبير جدا وقد.

مناسبة قصة أهل الكهف في القرآن الكريم. قصة أصحاب الكهف باختصار. إذ كانت معجزة أصحاب الكهف من القصص التي ذكرت بالقرآن الكريم وحملت دليلا حيا لأولى الألباب على عظمة الخالق وقدرته على إحياء الموتى ونصر المظلوم ولو بعد حين.

ما هي المدة التي نام فيها اهل الكهف وقصة أهل الكهف باختصار كم من الوقت نام أهل الكهف سؤال يسأله كثير من الناس من منا لم يسمع قصة أهل الكهف ولم يقرأ عنها القرآن إنها قصة الهروب الحقيقة من الباطل والمعجزة التي حدثت. قصة اهل الكهف. إن الملك أرسلني إليك لأخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه إنما جاء لهدم هذا.


ǡ ӡ ա .

110 ʡ ȡ ɡ ȡ ͡ ɡ .

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

( ) ѡ ǡ ɡ ɡ ݡ ݡ ǡ 300 ɡ ɡ ѡ ǡ .

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81

وردت قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف والتي يبلغ عدد آياتها (110) آية، وقد تضمنت أيضًا قصة صاحب الجنتين،
وقصة موسى والخضر، وقصة ذي القرنين، وقد خصصنا هذا المقال لنسرد لكم ملخص قصة أصحاب الكهف مختصرة.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في شأنهم في كتابه البداية والنهاية:

” قال كثير من المفسرين والمؤرخين وغيرهم: كانوا في زمن ملك يقال له دقيانوس، وكانوا من أبناء الأكابر،
واتفق اجتماعهم في يوم عيد لقومهم، فرأوا ما يتعاطاه قومهم من السجود للأصنام والتعظيم للأوثان، فنظروا بعين البصيرة،
وكشف الله عن قلوبهم حجاب الغفلة، وألهمهم رشدهم، فعلموا أن قومهم ليسوا على شيء، فخرجوا عن دينهم،
وانتموا إلى عبادة الله وحده لا شريك له ”

أصحاب الكهف هم مجموعة من الفتية تركوا دين قومهم بسبب كفرهم الشديد، فقد كانوا يسجدون للأصنام،
ويقدمون لها الهدايا والقرابين، فاجتمع الفتية وقرروا أن يعتزلوا قومهم في كهف بعيد ليسلموا من شركهم وآذاهم،
وبالفعل ذهب الفتية في الكهف واستقروا فيه، ثم دخلوا بعد ذلك سبات عميق وقد ورد في القرآن الكريم قول المولى عز وجل:
“وتَرَى الشَّمسَ إذَا طلعَت تزاوَرُ عن كهفِهِمْ ذاتَ اليمِينِ وإذَا غربَت تقرِضُهُمْ ذاتَ الشمَالِ وهُمْ في فجوَةٍ منهُ ذلِكَ منْ آياتِ اللَّه مَن يهدِ اللَّهُ فهُوَ المهْتَدِ ومَن يضلِلْ فلَن تجِدَ لهُ ولِيًّا مرشِدًا”
وقد كان معهم كلبهم الذي رابط على باب الكهف ليحرسهم وقد ورد ذكره في قوله تعالي: “وكلبُهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد”
ثم بعثم الله من نومهم هذا بعد سنين طويلة وقد ورد ذلك في قوله تعالي: “وكَذلِكَ بعَثناهُمْ ليتسَاءَلُوا بينَهُمْ قَالَ قائِلٌ منهُمْ كمْ لبِثتُمْ قالُوا لبِثنَا يومًا أوْ بعضَ يومٍ قالُوا ربُّكُم أعلَمُ بمَا لبِثتُمْ فابعَثُوا أحدَكُمْ بورقِكُمْ هذِهِ إلَى المدِينَةِ فليَنظُرْ أيُّهَا أزكَى طعامًا فليَأْتِكُمْ برزْقٍ منْهُ وليتلَطَّفْ ولَا يشْعِرَنَّ بكُمْ أحَدًا”
فأرسلوا أحدهم للمدينة ليحضر لهم الطعام، ويقص عليهم ما شاهده من أشياء جديدة وما سمعه من تطورات،
وعندما ذهب إلى السوق استغرب الجميع من النقود القديمة التي يحملها فذهبوا به إلى حاكم المدينة،
فقص عليه الفتي قصته، ثم ذهب معه الجميع لمكان الفتية، وعندما أخبر الفتي أصحابه بما حدث، علموا أن لنومهم
طوال كل تلك الفترة كان لحكمة يعلمها اله، ثم ماتوا مباشرة بعد ذلك، واختلف الأمر في أمرهم،
فمنهم من أراد أن يبني عليهم مسجدًا ومنهم من أراد أن يسد باب الكهف، قال تعالى: “وكَذَلِكَ أعثَرْنَا عليْهِمْ لِيعلَمُوا أنَّ وعدَ اللَّهِ حقٌّ وأَنَّ السَّاعةَ لا ريبَ فيهَا إذْ يتنَازَعُونَ بينَهُمْ أمرَهُمْ فقالُوا ابنُوا عَليهِمْ بنيَانًا ربُّهمْ أعلَمُ بهِمْ قالَ الَّذينَ غلبُوا علَى أمرِهِمْ لنتَّخِذَنَّ عليْهمْ مسجِدًا”، وقد اختلفَ الناس في عددهم، فقال تعالى: “سيَقولُونَ ثلاثَةٌ رابِعُهُمْ كلبُهُمْ ويقولُونَ خمسَةٌ سادسهُمْ كلبُهُمْ رجمًا بالغيبِ ويقُولُونَ سبعَةٌ وثامنُهُمْ كلبُهُمْ قلْ ربِّي أعلَمُ بعدَّتِهِمْ ما يعلمُهُمْ إلَّا قلِيلٌ فلا تمَارِ فيهِمْ إلَّا مرَاءً ظاهرًا ولا تستَفْتِ فيهِمْ منهُمْ أحَدًا”

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة

البيت الذي تقرأ فيه سورة الكهف وكيفية تحصين المنزل

بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة
بحث عن قصة اصحاب الكهف مختصرة
0


منتشر شده

در

توسط

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *